الأربعاء, 20 أغسطس 2025 06:55 AM

هوس المكملات الغذائية بين السوريات: بين تحسين الأداء والمخاطر الصحية

هوس المكملات الغذائية بين السوريات: بين تحسين الأداء والمخاطر الصحية

عنب بلدي – نادين جبور

يشهد الإقبال على المكملات الغذائية تزايدًا ملحوظًا بين النساء الرياضيات، وذلك بهدف دعم الأداء الرياضي وتعويض النقص الغذائي المحتمل. ومع ذلك، يحذر الخبراء من الاستخدام العشوائي لهذه المكملات، لما قد يترتب عليه من أضرار صحية. لذا، تشدد الحاجة إلى فهم أنواع المكملات الغذائية، وتقييم الحاجة الفردية إليها، واستشارة المختصين لضمان تحقيق الفائدة المرجوة وتجنب المخاطر المحتملة.

تتنوع دوافع النساء لاستخدام المكملات الغذائية تبعًا لأهدافهن الرياضية، فمنهن من يستخدمنها لزيادة الوزن أو إنقاصه، أو لتحسين القدرة على التحمل وزيادة الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب المكملات دورًا في تعويض النقص في العناصر الغذائية الضرورية للجسم.

داعم وليست بديلًا

أكدت اختصاصية التغذية، سوار عامر، في حديثها مع عنب بلدي، على أن المكملات الغذائية يمكن أن تكون مفيدة لجميع النساء كداعم غذائي، شريطة ألا تكون بديلًا عن الغذاء الطبيعي المتوازن. وأشارت إلى أن الجرعات الموصى بها غالبًا ما تكون آمنة، إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى تراكمها في الجسم وظهور آثار صحية سلبية.

تلعب العوامل الفردية، مثل العمر والوزن ومستوى النشاط البدني والحالة الصحية العامة، دورًا حاسمًا في تحديد الحاجة إلى المكملات الغذائية. فعلى سبيل المثال، قد لا تحتاج بعض النساء إلى مكملات فيتامين "D" إذا كن يتعرضن لأشعة الشمس بانتظام ويتبعن نظامًا غذائيًا متوازنًا. بينما قد تزداد الحاجة إلى عناصر غذائية معينة، مثل الكولاجين والحديد وفيتامين "D" ومجموعة فيتامينات "B"، مع التقدم في العمر.

أما بالنسبة للمرأة الرياضية، غالبًا ما يكون النظام الغذائي المتوازن كافيًا لتلبية احتياجاتها الغذائية، باستثناء النساء اللاتي يمارسن رياضات احترافية أو كمال الأجسام، حيث قد يحتجن إلى دعم إضافي بالبروتين. وتصبح المكملات الغذائية ضرورية في حالات ضعف الامتصاص، أو خلال فترة الحمل أو التخطيط له، أو في حالات وجود مشكلات في الدم مثل فقر الدم، أو الدورة الشهرية الغزيرة، أو سوء التغذية. وتشدد الاختصاصية سوار عامر على أهمية إجراء التحاليل الطبية اللازمة والإشراف الطبي قبل البدء بتناول أي مكمل غذائي.

من جانبه، أوضح مدرب اللياقة البدنية، تيم الشومري، لعنب بلدي، أن التوجه الدائم عند توجيه المتدربات لاختيار المكمل المناسب، هو إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، والتي تشمل تحليل الدم الكامل، ومستويات فيتامين "D"، والحديد والفريتين، ووظائف الكبد والكلى، والتحاليل الهرمونية عند الحاجة، بالإضافة إلى مؤشرات الالتهاب مثل "CRP"، وتحليل السكر والدهون، وذلك للتأكد من الحالة الصحية والاحتياجات الفعلية للجسم.

منصات التواصل لا تشخّص

حذرت اختصاصية التغذية سوار عامر من استخدام المكملات الغذائية دون استشارة طبية أو إجراء التحاليل اللازمة، لما قد يترتب عليه من مضاعفات صحية، مثل تصلب العظام الناتج عن تناول جرعات زائدة من فيتامين "K"، أو تسمم فيتامين "D"، أو اضطراب توازن الجسم الكيماوي الناتج عن تناول جرعات كبيرة من فيتامين "C" أو الحديد. وأوضحت أن إدخال مواد مصنعة إلى الجسم قد يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي والجسم بشكل عام. كما أشارت إلى أن بعض المكملات، مثل حارقات الدهون ومكملات "ما قبل التمرين"، قد تسبب اضطرابات هرمونية لدى النساء بسبب تأثيرها على هرمون التستوستيرون، بالإضافة إلى بعض المكملات النباتية التي تحتوي على مركبات تشبه هرمونات الأنوثة. لذا، شددت على ضرورة الحذر واستشارة المختص قبل استخدام أي مكمل غذائي.

وأكدت على وجود تهويل كبير حول فوائد بعض الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين "C" وفيتامين "D" والكولاجين والمغنيسيوم، حيث تبالغ وسائل التواصل الاجتماعي في عرض فوائد المكملات الغذائية. وأشارت إلى أن المعلومات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا تكفي لاتخاذ قرار بشأن تناول المكملات، بسبب مبالغة بعض الأشخاص في تفسير أعراضهم على أنها نقص في فيتامين معين، مثل فيتامين "D"، ويبدؤون بتناوله دون تشخيص دقيق، رغم أن السبب قد يكون نقص عنصر آخر مثل المغنيسيوم. لذلك، يجب الاعتماد على الفحوصات الطبية والتحاليل التي تحدد الحاجة والجرعة المناسبة.

مواد مجهولة المصدر

أشارت الصيدلانية كنانة الشوفي إلى أن الصيدليات تشهد زيادة ملحوظة في طلب النساء على المكملات الغذائية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في جميع الفئات العمرية، مع تزايد ملحوظ في طلب مكملات فيتامين "D"، بسبب نقصه المنتشر على الرغم من التعرض الكافي للشمس، مما يعكس تأثير نمط الغذاء غير الصحي.

وأوضحت الشوفي لعنب بلدي، أنه لكي يكون المكمل الغذائي آمنًا ومصرحًا، يجب أن يتوافق مع المعايير الدولية من حيث العيار، وأن تكون الجرعات محددة ضمن الحدود المسموح بها عالميًا، كما يجب أن تحتوي "السواغات" (المواد المضافة) المستخدمة على مواد مناسبة لانحلال الفيتامينات. فعلى سبيل المثال، يفضل أن يكون فيتامين "D" مضافًا بشكل زيتي أو في كبسولة جيلاتينية لضمان الامتصاص الجيد. وأشارت إلى أن الأسواق تحتوي على مكملات وطنية ومستوردة نظامية ومرخصة من وزارة الصحة، بالإضافة إلى مكملات أخرى غير معروفة المصدر.

وقد حذرت وزارة الصحة من بعض المنتجات المغشوشة التي قد تحتوي على مواد ضارة مثل الكورتيزون، الذي يسبب زيادة وزن وهمية وفتح الشهية، مع آثاره الجانبية المعروفة. ومن مخاطر استخدام مكملات غير مرخصة أو مجهولة المصدر، وجود مواد سامة قد تسبب أضرارًا صحية خطيرة.

وأكدت على أنه رغم وجود مكملات تُباع دون وصفة طبية، فإن 90% منها تكون آمنة ولا تحتوي على مواد خطيرة، مع وجود بعض الاستثناءات كمرضى الأنيميا المنجلية الذين لا يُسمح لهم بتناول الحديد، أو الحوامل اللواتي يُمنع عليهن تناول فيتامين "A". لذا يجب أن يكون الصيدلاني متمكنًا وخبيرًا بهذه الحالات لتقديم النصح الصحيح والمشورة للسيدات اللواتي يطلبن مكملات بروتين أو حارق دهون.

مشاركة المقال: