شهدت عدة محافظات سورية على مدار الأسابيع الماضية حملة تدريبية مكثفة تحت عنوان "نبض سامز"، تهدف إلى رفع كفاءة الأطباء المقيمين في أقسام الطوارئ والعناية المركزة والتخدير والباطنة. وتسعى الحملة إلى تطوير مهاراتهم في التعامل مع الحالات الطارئة وإنقاذ حياة المرضى.
غطت الحملة محافظات حلب وطرطوس وحماة ودير الزور، واستفاد منها أكثر من 110 أطباء مقيمين، وذلك ضمن خطة تهدف إلى توحيد المعايير الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية في جميع أنحاء البلاد.
أوضح الدكتور سامر السليم، أحد منسقي الحملة، في تصريح لـ"سوريا 24" أن التدريب يهدف إلى تزويد الأطباء بأحدث المعلومات والتقنيات في مجال الإنعاش القلبي الرئوي. وأشار إلى أن الورش التدريبية جمعت بين الجانبين النظري والتطبيقي، باستخدام أجهزة محاكاة متطورة، مما يتيح للأطباء التعامل بفاعلية مع الحالات الطارئة في بيئة تحاكي الواقع الطبي.
وأضاف أن استهداف المناطق النائية مثل دير الزور، على الرغم من صعوبات الوصول إليها، يعكس أهمية نشر التعليم الطبي المتخصص في مختلف المناطق السورية. في دير الزور، أُجري التدريب في المشفى الوطني والمشفى العسكري ومشفى الهوينة، بمشاركة نحو أربعين طبيبًا. ونُفذت تدريبات مماثلة في مشفى الرازي بحلب، والمشفى الوطني في طرطوس، والمشفى الوطني في حماة.
أشارت الطبيبة لارا بربر، المقيمة في قسم الطوارئ في طرطوس، إلى أن التدريب "قدّم فرصة لاكتساب مهارات حديثة في الإنعاش القلبي المتقدم، وساعد على بناء ثقة أكبر في التعامل مع الحالات الحرجة". وأكدت الطبيبة رهف دهيمش أن "التمارين العملية باستخدام المحاكاة جعلت الإجراءات الطبية أوضح وأكثر دقة، وهو ما يعزز قدرة الأطباء على إنقاذ المرضى في اللحظات المصيرية".
شارك في التدريب أيضًا عدد من الأطباء الاختصاصيين، من بينهم عبدالله الحجي ومهند المكسور، الذين أشاروا إلى أن هذه المهارات تمثل الخطوة الأولى في التعامل مع أي حالة طبية طارئة، وأن تمكين الكوادر الطبية من تطبيقها بسرعة ودقة يحدث فرقًا حاسمًا بين الحياة والموت.
تجسد هذه الحملات الطبية الجهود المستمرة لتعزيز جاهزية الكوادر الطبية السورية في مواجهة الحالات الحرجة، ونشر ثقافة التعليم الطبي المستمر، مما يساهم في تطوير مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمدنيين في مختلف المحافظات السورية.