الثلاثاء, 28 أكتوبر 2025 01:33 PM

فهم صعوبات التعلم: التشخيص المبكر واستراتيجيات الدعم الفردية لتحقيق النجاح

فهم صعوبات التعلم: التشخيص المبكر واستراتيجيات الدعم الفردية لتحقيق النجاح

يشرح د. أكرم خولاني أن صعوبات التعلم تمثل تحديًا يؤثر في كيفية استقبال ومعالجة المعلومات، مما قد يؤدي إلى صعوبات في القراءة، الكتابة، الرياضيات، أو فهم التعليمات. لا ترتبط هذه الصعوبات بالذكاء، حيث يتمتع الأفراد المصابون بها بذكاء طبيعي، لكنهم يدركون الأشياء بشكل مختلف، مما يجعل المهام اليومية أكثر صعوبة.

تتضمن الحالات المرتبطة بصعوبات التعلم اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) واضطرابات طيف التوحد، مع التأكيد على أنها ليست مصنفة ضمن صعوبات التعلم نفسها. يشدد الخبراء على أهمية الكشف المبكر والتقييم الدقيق لضمان حصول الأطفال المتأثرين بصعوبات التعلم على الدعم اللازم، حيث يلعب الأهل والمعلمون والمتخصصون دورًا حيويًا في تحديد العلامات المبكرة والسعي للحصول على تقييم مناسب.

كيف يتم تشخيص صعوبات التعلم؟

يجب أن يتم التشخيص بشكل شامل، مع مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية والتعليمية للطفل. غالبًا ما يتأخر التشخيص الرسمي حتى بداية المراحل الدراسية الأولى، لأن تحديد اضطراب تعلم يتطلب تجارب تعليمية للطفل، مما يساعد المتخصصين على التأكد من الأعراض والفصل بينها وبين الحالات الأخرى.

الخطوة الأولى هي استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للتأخر الدراسي، مثل:

  • مشكلات في الرؤية أو السمع.
  • مشكلات متعلقة بالتدريس والمدرسة (عدد التلاميذ، تعليم المعلم، المواد التعليمية، الكتب).
  • عدم كفاية التغذية أو النوم.
  • مشكلات في النمو العاطفي والأمن العاطفي.
  • العنف في الأسرة.
  • المشكلات الاجتماعية والاقتصادية للأسرة.
  • بيئة تعليمية غير آمنة.
  • روتين يومي غامض وعدم كفاية الدعم.

بعد استبعاد الأسباب السابقة، يُوصى بعرض الطفل على طبيب نفسي أو اختصاصي تعليمي لإجراء اختبارات محددة، باستخدام اختبار تقييم قصير، وأحيانًا عبر الإنترنت، لتحديد الحاجة إلى مزيد من الاختبارات. في حالة الاشتباه بعسر القراءة أو الكتابة أو الحساب، أو اضطراب فرط النشاط ونقص التركيز، يقوم اختصاصي علم النفس التربوي أو اختصاصي علاج النطق واللغة بإجراء اختبار شامل.

وفقًا للمعايير الدولية، يجب استيفاء عدة شروط لتشخيص اضطراب تعلم محدد:

  • صعوبات مستمرة في مهارة أكاديمية واحدة على الأقل لمدة لا تقل عن ستة أشهر، حتى مع تقديم المساعدة المستهدفة.
  • انخفاض الأداء الأكاديمي عن المتوسط المتوقع لعمره، مما يسبب مشكلات كبيرة في المدرسة أو العمل.
  • ظهور المشكلة في سن مبكرة.
  • استبعاد الأسباب الأخرى.

من المهم فهم نقاط القوة ونواحي الصعوبات لتوفير أفضل تدريب على الاستراتيجية المناسبة للعلاج والوسائل المساعدة.

كيف يجب التعامل مع حالات صعوبات التعلم؟

يعد تعليم التربية الخاصة العلاج الأكثر شيوعًا، ويبدأ بتشخيص الحالة. بعد تحديد المشكلة، يقوم فريق من المعلمين المتخصصين بإنشاء برنامج تعليمي فردي (IEP) يحدد الخدمات الخاصة التي يحتاجها الطفل. يساعد معلمو التربية الخاصة الطفل على بناء نقاط قوته وتعويض نقاط ضعفه، سواء في المدارس الخاصة المتخصصة، أو مع معلم خاص، أو في المنزل.

الهدف هو تعليم مهارات دراسية معينة، أو استراتيجيات تدوين الملاحظات، أو التقنيات التنظيمية. قد تحتاج بعض الحالات إلى أدوية لتحسين الانتباه والتركيز والتحكم بالسلوكيات.

مشاركة المقال: