رغم الدمار وانعدام الخدمات الأساسية، قرر نازحون سوريون العودة إلى بلداتهم الأصلية في ريفي إدلب وحماة، بعد سنوات من النزوح، مفضلين العيش قرب أنقاض منازلهم على البقاء في مخيمات اللجوء التي أقاموا فيها لأكثر من عشر سنوات.
يواجه العائدون إلى قرى مثل الحواش والتريمسة واقعاً قاسياً، حيث لا مدارس ولا مراكز صحية ولا شبكات كهرباء أو مياه. ومع ذلك، بدأ بعضهم في زراعة الأراضي المحيطة، مستعينين بألواح شمسية وبطاريات اقتنوها عبر الدَّين، لتأمين الحد الأدنى من الإضاءة.
ووفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، فإن عددًا من العائدين اختاروا الإقامة في خيام مؤقتة قرب منازلهم المدمرة، في محاولة لاستعادة صلتهم بأرضهم رغم الظروف القاسية.
في المقابل، لا تزال مئات العائلات الأخرى عالقة في المخيمات، لعدم قدرتها على تحمّل تكاليف العودة أو إعادة الترميم. وقال بعض السكان العائدين إن قرارهم نابع من الإحباط من واقع المخيمات، وتمسّكهم بحقهم في الأرض، مع الأمل بأن تبدأ جهود إعادة الإعمار، وتُفتح أبواب الدعم الدولي والمحلي لتمكينهم من استعادة حياتهم تدريجياً.
ويُذكر أن هذه المناطق كانت لسنوات طويلة خطوط تماس خلال الحرب، ما تسبب في دمار واسع للبنية التحتية ونزوح جماعي لسكانها، وسط غياب تام لأي خطط حكومية أو دولية لإعادة الإعمار حتى الآن.