الأحد, 1 يونيو 2025 05:01 AM

حل لأزمة الكهرباء في حلب: عقد استثماري لتغذية الريف الشمالي بالشراكة مع شركة سورية-تركية

حل لأزمة الكهرباء في حلب: عقد استثماري لتغذية الريف الشمالي بالشراكة مع شركة سورية-تركية

"كهرباء حلب" توقع عقدًا مع "STE" لتغذية الريف الشمالي

وقعت الشركة العامة للكهرباء في محافظة حلب عقدًا استثماريًا مع "الشركة السورية- التركية للطاقة الكهربائية" (STE)، من نوع "ROT" (إعادة تأهيل، تشغيل، نقل ملكية). يهدف العقد إلى تحسين شبكة التزويد الكهربائي في ريف حلب الشمالي، عبر مد التيار من خلال عدة محطات رئيسية تشمل مدن وبلدات تل رفعت ونبل وحريتان ومعهد الكهرباء على أوتستراد حلب- غازي عنتاب.

أوضح مدير عام شركة الكهرباء محمود الأحمد أن العقد يتضمن إعادة تأهيل البنية التحتية الكهربائية، بما في ذلك شبكات ومراكز التوزيع على الجهود "66/20/0.4 k.v". وتتولى "STE" إعادة التأهيل وتشغيل وإدارة هذه الشبكات لفترة ست سنوات، ثم تعود ملكية البنية التحتية إلى الجهة الحكومية. وأشار الأحمد إلى أن العقد يشمل مناطق في ريف حلب الشمالي تغذيها محطات حريتان وتل رفعت والمعهد ونبل، ضمن النطاق الإداري لناحيتي حريتان وتل رفعت وصولًا إلى مدينة كفر حمرة شماليّ حلب. وتتعهد الشركة الخاصة بتأهيل وإيصال التيار الكهربائي إلى المدن الرئيسية خلال ستة أشهر، وإلى كامل المناطق خلال سنتين.

أكد الأحمد أنّ الوزارة تعمل على تأمين التغذية الكهربائية بكل الطرق الممكنة، مع وضع مدينة حلب وأريافها على رأس الأولويات، مشيرًا إلى أن الدعم الحكومي يتجسد في إعادة تأهيل المحطات الكهربائية، وهي من مهام الحكومة في إطار العقد المبرم. ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية الكهربائية في المناطق الريفية، إذ يعاني سكان ريف حلب من انقطاعات متكررة وضعف جودة التيار الكهربائي، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية في المنطقة.

بنية تحتية منهارة

أشار الأحمد، في تصريحات سابقة، إلى أن أكثر من نصف محافظة حلب لا يزال يعاني من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، لا سيما في الريف الشمالي والغربي والجنوبي، إضافةً إلى الأحياء الشرقية التي لم تشهد أي إصلاحات جوهرية منذ عام 2017. وأكد أن البنية التحتية الكهربائية في نحو 70% من الأحياء الشرقية تعرضت للانهيار، مما يزيد من صعوبة عمليات الصيانة والإصلاح.

أوضح الأحمد أن القدرة الحالية لتوليد الطاقة الكهربائية في سوريا تتراوح بين 1200 و1300 ميغاواط فقط، وهو رقم يقل بشكل كبير عن القدرة التي كانت تصل إلى تسعة آلاف ميغاواط قبل عام 2012. وأشار إلى أن نقص الوقود والغاز اللازمين لتشغيل المحطات، إلى جانب تدهور حالة محطات التوليد وشبكات النقل، يؤدي إلى تطبيق تقنين قاسٍ في معظم المناطق. كما لفت إلى أن عدد العاملين في شركة كهرباء حلب انخفض من حوالي ستة آلاف موظف إلى 1500 فقط، الأمر الذي يحد من قدرة الشركة على تغطية كامل المدينة وريفها بالكهرباء.

تعرضت لاحتجاجات

شركة "STE" هي سورية- تركية مشتركة، وكانت تعمل على نقل الطاقة الكهربائية من تركيا إلى شمال غربي سوريا، حيث كانت تسيطر المعارضة قبل سقوط النظام السوري السابق. وبدأت الشركة نشاطها الرسمي بعد توقيع عقد مع "المجلس المحلي في صوران" عام 2019. وواجهت أنشطة الشركة وعقود شراكتها مع الجهات المحلية احتجاجات من بعض السكان الذين أبدوا مخاوفهم من الاعتماد على مصادر كهرباء خارجية وارتفاع تكاليف الخدمة.

سبعة مليارات

وقعت وزارة الطاقة السورية، مذكرة تفاهم مع مجموعة "UCC Concession Investments" العالمية، لتعزيز مجالات الاستثمار في قطاع الطاقة، بقيمة تصل إلى سبعة مليارات دولار أمريكي. الشركة القطرية "UCC Concession" ستتولى دور المطور الرئيسي في الاتفاقية، إلى جانب شركتي "Kalyon GES Enerji Yatirimlari" و "Cengiz Enerji" التركيتين، و شركة "Power International USA" الأمريكية.

قال وزير الطاقة، محمد البشير، خلال فعالية توقيع الاتفاقية في قصر الشعب بدمشق، إن قيمة الاستثمار بموجب مذكرة التفاهم سبعة مليارات دولار أمريكي، وستسهم بتوليد خمسة آلاف ميغاواط، الأمر الذي سيسهم في زيادة عدد ساعات التغذية الكهربائية وينعكس إيجابًا على جميع مناحي الحياة. وأوضح البشير أن الاتفاقية تشمل تطوير أربع محطات توليد كهرباء بتوربينات غازية تعمل بالدورة المركبة (CCGT) في مناطق دير الزور، ومحردة، وزيزون بريف حماة، وتريفاوي بريف حمص، بسعة توليد إجمالية تقدر بحوالي 4000 ميغاواط، باستخدام تقنيات أمريكية وأوروبية، إلى جانب محطة طاقة شمسية بسعة 1000 ميغاواط في وديان الربيع جنوب سوريا.

مشاركة المقال: