تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقطع فيديو صادم يُظهر امرأة عارية، قالوا إنها وُجدت متوفاة على أوتوستراد حي الحمدانية في مدينة حلب. يُظهر الفيديو القصير، الذي تم تصويره من سيارة مارة، جسد المرأة ملقى في الشارع دون تدخل من المارة، مما أثار تعاطفاً كبيراً على فيسبوك.
وغابت المعلومات الرسمية حول هوّية المرأة أو أسباب الوفاة، بينما يظهر جسم قريب يُرجح أنه لطفل، لكن لم يتم التأكد من ذلك بسبب عدم دقة الفيديو. الفيديو سلّط الضوء على واقع تعانيه كثير من النساء في مناطق النزاع، حيث تغيب الحماية بشكل كبير. لا يمكن الجزم بسبب الوفاة، وما إن كانت السيدة مشردة، أو ضحية عنف منزلي. السؤال الأهم هو: لماذا انتهى بها الحال بهذه الطريقة؟ ومن يتحمل مسؤولية تركها في الشارع؟ ولماذا تحوّل جسدها إلى هدف للتصوير بدلاً من تقديم المساعدة أو تغطية جسدها وإبلاغ الجهات المعنية؟
يزيد من القلق تزامن هذه الحادثة مع انتشار أخبار عن اختطاف نساء من مناطق متفرقة في سوريا. تم توثيق حالات لفتيات ونساء اختفين في ظروف غامضة خلال الشهرين الأخيرين، دون تغطية كافية أو تحقيقات فعالة.
سواء كانت هذه الحادثة تتعلق بسيدة مشردة أو ضحية عنف منزلي أو اختفاء قسري، فإنها تسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تعيشها بعض النساء في سوريا. المرأة المجهولة الهوية في الحمدانية ليست معزولة عن سياق أوسع من العنف المستمر ضد النساء.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها تشرين الثاني 2024، تحت عنوان "العنف الجنسي ضد الإناث في سوريا"، ما لا يقل عن 11,553 حادثة عنف جنسي استهدفت الإناث، من بينهن فتيات دون سن الـ18، منذ عام 2011.
