الأربعاء, 28 مايو 2025 10:57 PM

تطوير مناهج الإعلام في جامعة دمشق: مطالب الطلاب والأساتذة تواكب التطورات المتسارعة

تطوير مناهج الإعلام في جامعة دمشق: مطالب الطلاب والأساتذة تواكب التطورات المتسارعة

"مناهج كلية الإعلام قديمة، ولا تواكب تطورات الإعلام، وكأنها تقتصر على تعريف الطلبة بتاريخ الإعلام وبداية نشأته"، بهذا بدأت الطالبة بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام بجامعة "دمشق" لارا شحادة حديثها إلى عنب بلدي، مشتكية من قِدم المناهج في كليّتها.

وأضافت الطالبة في السنة الرابعة بكلية الإعلام، أن المناهج تحتاج إلى إعادة صياغة وتعديل، لمواكبة تطورات الإعلام، وخاصة أن بعض الأقسام حتى الآن لم تتطرق لأنواع الصحافة الجديدة، كصحافة البيانات والسلام والحلول وغيرها، و"هذا يؤثر على "الخبرة المعرفية للطلبة عند التحاقهم بسوق العمل".

يعاني طلبة كلية الإعلام في جامعة "دمشق" من قدم أغلب المقررات الدارسية بأقسام الكلية الأربعة، والتي لا تواكب تطورات الإعلام، وبالتالي تبقى الفائدة من دراسة المناهج محدودة وضئيلة.

الفائدة محدودة

سيدرا الحريري، طالبة بقسم العلاقات العامة والإعلان، ترى أن مناهج كلية الإعلام يتفاوت قدمها حسب الأقسام الأربعة ضمن الكلية. "رغم أن قسم العلاقات العامة جديد، والأساتذة يقدمون معلومات جديدة كل عام دراسي، فإن القسم بحاجة لوجود خريطة توضح طرق الاستفادة من هذه المعلومات، وكيفية تطبيقها واستخدامها بالحياة العملية، ولهذا فإن الفائدة من المناهج تكون محدودة وضعيفة، بحسب ما قالته سيدرا لعنب بلدي.

تضم الكلية أربعة أقسام هي: الصحافة والنشر، الإذاعة والتلفزيون، الإعلام الإلكتروني، العلاقات العامة والإعلان.

أقدمها مناهج الصحافة

تعتبر مقررات قسم الصحافة والنشر في كلية الإعلام من أقدم مقررات الكلية، التي تتناول نشأة الصحافة، والإخراج الصحفي والطباعة للصحف الورقية، التي تراجع حضورها في عالم الإعلام، وخاصة في سوريا.

ووصفت ريم سويقات، طالبة الماجستير في قسم الصحافة والنشر، مقررات قسم الصحافة والنشر طوال سنوات التخصص الثلاث بـ"الجافة"، وعزت ذلك إلى أن أغلبية مواد القسم حفظية.

وبحسب ريم، تفتقر المقررات إلى الجانب العملي الذي يتضمن التدريب على كتابة الفنون الصحفية بمختلف أنواعها، مما جعل دراستها تقتصر على حفظ المعلومات المتضمنة في المحاضرات فقط.

وقالت إن بعض المواد كانت "ضخمة"، وتحتاج إلى وقت طويل للانتهاء، إذ إن بعض المحاضرات تضمنت حشوًا لا فائدة منه عند الانخراط في سوق العمل.

المدرّس في كلية الإعلام بجامعة "دمشق"، الدكتور أحمد الشعراوي، قال لعنب بلدي، إن الأساتذة في الكلية أيضًا يطالبون بتغيير المناهج، كونها أصبحت قديمة وتسيء لاسم الكلية، وهذه المناهج لا تقدم العلم بل تاريخه، وخاصة في مقررات التعليم المفتوح.

وأضاف أنه كانت هناك مطالب سابقة من قبل أساتذة وعمادة الكلية بتغيير المناهج، ولكن الرد من إدارة التعليم المفتوح كان يأتي بالرفض، بحجة وجود كتب مطبوعة في المستودعات، ولا يغير المنهاج حتى انتهاء هذه الكتب، والتعليم المفتوح بحاجة أكثر من التعليم النظامي كون الأخير الأساتذة يهتمون بالجانب العملي.

ويرى أن قطاع الإعلام يتطور بشكل متسارع، وبالتالي تظهر الحاجة لتغيير المناهج باستمرارية.

مواكبة التطور التكنولوجي

الدكتور أحمد الشعراوي يرى أن مواكبة مناهج الإعلام للتطورات التقنية ليست خيارًا بل ضرورة تضمن إعداد جيل جديد من الإعلاميين القادرين على التأقلم مع البيئة الإعلامية المتغيرة، فهي ضرورة ملحّة في المشهد الإعلامي الحالي.

المدرّسة في كلية الإعلام بجامعة "دمشق"، الدكتورة لين عيسى، بيّنت لعنب بلدي أن بعض المقررات في كلية الإعلام قديمة وبحاجة لتغيير وتعديل، ويجب أن تراعي التطور التكنولوجي، وأن تغطي الجانب التقني، ويجب على كل مدرّس أن يطور مقرره.

وبرأيها، ينعكس تطوير المناهج بكلية الإعلام بشكل كبير على الأداء الإعلامي، لأن الطلبة يواكبون تطور الإعلام والتقنيات والحداثة، وبالتالي سيتداركون التحديات والصعوبات في سوق العمل، نتيجة المعرفة والدراية التامة بمتطلبات العمل الإعلامي، خاصة أن الإعلام جانب تطبيقي عملي أكثر من كونه نظريًا.

دراسة لتطوير المناهج

رئيسة قسم الإعلام الإلكتروني بكلية الإعلام في جامعة "دمشق"، الدكتورة رولا أحمد، قالت لعنب بلدي، إن قدم المناهج بكلية الإعلام مسألة نسبية إلى حد ما، تتجلى يوضوح بقسم الصحافة والنشر، لوجود مقررات حتى اليوم تتضمن الصحافة الورقية، والتي هي فعليًا اليوم غير موجودة، كمقررات الإخراج الصحفي أو الطباعة وغيرها.

وأضافت أن بعض المواد بالكلية تحمل "صبغة قديمة"، والسبب تطور صناعة الإعلام خلال العقد الأخير، وأيضًا يعد النظام التدريسي بكلية الإعلام تقليديًا إلى حد ما، إذ إنها في السنوات الأخيرة صُنفت كلية تطبيقية، ولذلك ينبغي إعطاء مجال أكبر للقسم العملي من الدرجات.

وأوضحت الدكتورة رولا أحمد أنه توجد دراسة حاليًا لتطوير المناهج بالكلية، وخلال فترة الإدارة السابقة وجدت الآلية، وتشكلت لجنة وضعت خطة جديدة لمناهج الكلية، وتضمنت الخطة حذف بعض المواد بشكل كامل، وإضافة مواد جديدة، وإجراء تعديلات على بعض المقررات، ورفعت هذه الخطة لوزارة التعليم، وحصلت على بعض الموافقات، وأعيدت للكلية لإجراء بعض التعديلات عليها.

وحاليًا في ظل الإدارة الجديدة للكلية، اجتمعت الإدارة مع أعضاء مجلس الكلية (الأساتذة)، وأكد الاجتماع سعي الكلية والجامعة ككل إلى تطوير المناهج، وسيتم الانطلاق من الخطة الموجودة سابقًا، وطُلب من الأساتذة وضع المقترحات وبعض التعديلات.

سيشمل التطوير المناهج، والجانب التدريبي أيضًا عبر عدة ورشات ودورات تدعم الجانب العملي التطبيقي، وفقًا للدكتورة رولا أحمد.

وترى أن أسس وضع المقررات الجديدة، أن تكون المناهج تواكب تطور صناعة الإعلام، وتعتمد على الجانب العملي أكثر من النظري، وأسلوبها مبسط وسهلة الفهم، وتؤهل الطلبة لدخول سوق العمل قدر الإمكان.

مشاركة المقال: