الجمعة, 27 يونيو 2025 11:38 PM

هل تطيح غزّة بنتنياهو؟ اتفاق مع ترامب على إنهاء العدوان وانتخابات مبكرة بشعار التطبيع مع السعودية

هل تطيح غزّة بنتنياهو؟ اتفاق مع ترامب على إنهاء العدوان وانتخابات مبكرة بشعار التطبيع مع السعودية

كشفت مصادر مطلعة عن اتفاق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهاء الحرب في غزة سريعًا وتوسيع اتفاقيات إبراهيم، وذلك بعد الضربة الأمريكية على إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع، وفقًا لما أوردته صحيفة (يسرائيل هيوم).

وبحسب الصحيفة، تم الاتفاق خلال مكالمة هاتفية بين ترامب ونتنياهو على إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين، على أن تتولى أربع دول عربية، من بينها الإمارات ومصر، الحكم المشترك لقطاع غزة بدلاً من حماس، مع نفي قيادة الحركة وإطلاق سراح جميع الرهائن.

إلا أن الحلفاء العرب أكدوا مرارًا أنهم لن يشاركوا في إعادة إعمار غزة بعد الحرب ما لم توافق إسرائيل على إعطاء السلطة الفلسطينية موطئ قدم في غزة كجزء من مسار نحو حل الدولتين في المستقبل، وهو ما يرفضه نتنياهو بشكل قاطع.

وفي سياق متصل، كشفت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبري، نقلًا عن ثلاثة وزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عن اعترافهم بأن الحرب المتواصلة على غزة تستند إلى تصورات نظرية، لكنها تفتقر إلى تحقيق نتائج ملموسة ميدانيًا، مؤكدين على ضرورة اتخاذ خطوات جديدة عسكرية أو التوجه إلى اتفاق يفضي إلى إنهاء الحرب.

وأشارت القناة إلى أن نتنياهو ما يزال متمسكًا بخطة “مرحلية” تُشبه تلك التي طرحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، على الرغم من تصاعد الأصوات الداخلية المطالبة بإنهاء العمليات.

وأثار الكمين الذي نفذته كتائب القسام مؤخرًا في خان يونس، والذي أدى إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين، بينهم ضابط، ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية والعسكرية، ما دفع مسؤولين في الائتلاف الحاكم وحزب (الليكود) للدعوة إلى وقف الحرب وعدم الانجرار خلف مواقف وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، الداعيين لمواصلتها.

وأكد مسؤول في حزب (الليكود) الحاكم أن نتنياهو لن يعارض أي اتفاق يُطرح بشأن غزة، فيما وصف مقتل الجنود السبعة بأنه شكّل “يومًا بالغ الصعوبة”، وفقًا لتعبير نتنياهو نفسه خلال مشاوراته الأخيرة.

من جانبها، أعربت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة عن خيبة أملها، متسائلة: “كيف يبدأ الأسبوع فيما سُمي إنجازًا إستراتيجيًا في الحرب مع إيران، وينتهي بخسارة موجعة في غزة؟”.

وقالت الهيئة إن الحرب في غزة استنفدت أغراضها، وتدار من دون هدف واضح أو خطة حقيقية، وحان الوقت للتحلي بالشجاعة وإنهاء القتال وإعادة المختطفين.

وبثت كتائب القسام ليلة أمس الخميس مشاهد مصورة لكمين مركب نفذه مقاتلوها قرب مسجد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في منطقة معن جنوب مدينة خان يونس، استهدف الكمين ناقلتي جند مدرعتين من طراز (بوما)، ما أدى إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين، بينهم ضابط، وإصابة آخرين، وفقًا لاعتراف جيش الاحتلال.

وأظهرت المشاهد التي وُصفت بـ “الصادمة” داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية، أحد مقاتلي القسام وهو ينتعل شبشبًا ويتقدم بثبات داخل منطقة مزدحمة بالجنود والآليات العسكرية، ليعتلي ناقلة جند ويلقي داخلها عبوة ناسفة من نوع (شواظ)، فأصابت قمرة القيادة بشكل مباشر، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها كلية.

وبينما دوت أصوات الرصاص الكثيف في المكان، خرج المقاومان من مسافة لا تتجاوز أمتارًا قليلة من المدرعتين، وأعاد أحدهما تنفيذ الهجوم ضد الناقلة الثانية، قبل أن ينسحب من المكان من دون أي غطاء ناري.

إلى ذلك، نقلت صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب، قولها إن نتنياهو ودائرته المقربة يدرسون إجراء انتخابات مبكرة في ظل الحملة الإسرائيلية ضد إيران، والتي حظيت بدعم واسع من الجمهور ويُنظر إليها عمومًا على أنها ناجحة، وذلك بحسب تقرير أوردته القناة الـ 12 بالتلفزيون العبري.

وقال التقرير إن مقربين من رئيس الحكومة يشجعونه على استغلال الحملة العسكرية وزيادة الشعبية التي من المرجح أن يحققها في صناديق الاقتراع. ووفقًا للتقرير، سيخوض نتنياهو الانتخابات بناءً على وعد بتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية ومنع إقامة دولة فلسطينية.

ويواجه نتنياهو تحديات في استطلاعات الرأي منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، إذ تشير الاستطلاعات إلى أنه سيحصل على عدد مقاعد أقل بكثير من المطلوب لتشكيل أغلبية برلمانية إذا أُجريت الانتخابات.

ورغم أن الانتخابات الوطنية مقرر إجراؤها حاليًا في أكتوبر 2026 فقط، إلا أن سقوط الحكومة ليس مستبعدًا قبل ذلك الموعد، إذ يواجه نتنياهو أزمات ائتلافية محتملة.

ويتوقع رئيس الوزراء عدة عقبات في دورة الكنيست التشريعية القادمة في الخريف، خاصة الخلاف المستمر بشأن مطلب حلفائه الحريديم إقرار قانون يعفي طلاب المعاهد الدينية (اليشيفوت) من الخدمة العسكرية.

ويشكك بعض المحللين السياسيين أيضًا في قدرته على إقرار ميزانية العام المقبل، التي يجب أن تغطي التكاليف الناجمة عن حروب إسرائيل المتعددة الجبهات، مع توقع تشدد وتصلب مواقف حلفائه في الائتلاف، طبقًا للمصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة الإسرائيلية.

مشاركة المقال: