السبت, 28 يونيو 2025 05:47 AM

إسرائيل تخشى من "أيديولوجية أردوغان الإخوانية": هل تتجه تركيا نحو مواجهة عسكرية وما مصير صفقة F-35؟

إسرائيل تخشى من "أيديولوجية أردوغان الإخوانية": هل تتجه تركيا نحو مواجهة عسكرية وما مصير صفقة F-35؟

مرة أخرى، يتعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لانتقادات إسرائيلية حادة، وتُصوَّر تركيا كهدف محتمل لإسرائيل بعد إيران.

عبّر الرئيس التركي عن دعمه لإيران، وتوقع انتصار الشعب الإيراني في المواجهة الأخيرة، محذرًا حليفه دولت بهتشلي من أن الدور القادم قد يكون على تركيا.

شنّ وزير يهود الشتات ومكافحة معاداة السامية في الحكومة الإسرائيلية، عميخاي شيكلي، هجومًا لاذعًا على الرئيس أردوغان، منتقدًا دور تركيا في المنطقة.

صرّح شيكلي للقناة 14 الإسرائيلية بأن "تركيا هي إيران القادمة، وأردوغان يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه إسرائيل".

تنبأت تصريحات إسرائيلية بأن تركيا ستحمل لواء العداء لإسرائيل، شريطة أن تمتلك القدرة على الردع الكامل، وهو ما سبق أن تحدث عنه الرئيس التركي.

اتهم الوزير الإسرائيلي، أردوغان، بأنه يسعى لنشر "أيديولوجية إخوانية جهادية مسمومة"، معتبرًا ذلك "أمرًا خطيرًا جدًا".

يشير منتقدو الرئيس التركي إلى علاقته بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعضوية تركيا في حلف الناتو، متسائلين عن سبب خشية إسرائيل من الجيش التركي، وهل يعود ذلك لتوجهات أردوغان الإسلامية وخطاباته المناهضة للصهيونية؟

يرى شيكلي أن أردوغان يتمتع بتأثير واسع في العالم الإسلامي، مضيفًا أن "جيش إيران لا يقارن بالجيش التركي".

يبدو أن الرئيس التركي لا يرغب في الاعتماد على السلاح الأمريكي والروسي، حيث أشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية من نوع إس-400 وحدها لا تكفي لتلبية احتياجات بلاده.

استفاد أردوغان من حرب الـ 12 يومًا، وأوضح أن "نظام الدفاع الجوي لا يقتصر على إس-400. نحن بحاجة إلى إنشاء منظومة دفاع جوي متعددة المستويات، تتضمن صواريخ تعمل على ارتفاعات مختلفة".

أشار أردوغان إلى التقدم الكبير الذي أحرزته تركيا في قدراتها الصاروخية، لكنه أكد أنه لا يزال غير كاف، قائلاً: "نحن نبني منظومة متكاملة تسمى 'القبة الفولاذية'، ندمج فيها أنظمة دفاع جوي متعددة الارتفاعات وأجهزة استشعار وأنظمة حرب إلكترونية طورتها تركيا بقدراتها الذاتية".

لا تزال مسألة تسليم طائرات إف-35 لتركيا معلقة، وسط تساؤلات عن أسباب مماطلة واشنطن، وما إذا كان الأمر مرتبطًا بشراء أنقرة لمنظومة إس-400 الروسية، وحرمانها من الطائرات الأمريكية عام 2019. وقال أردوغان: "ناقشنا مسألة مقاتلات إف-35. لقد دفعنا ما بين 1.3 و1.4 مليار دولار مقابل هذه الطائرات، وقد لاحظنا أن السيد ترامب له نية حسنة في مسألة تسليمها".

وفقًا لتقرير الناتو، ارتفعت نسبة الإنفاق الدفاعي التركي من 1.45% عام 2014 إلى 2.09% في عام 2024، وخصصت أنقرة نحو 31.8% من موازنتها الدفاعية لشراء المعدات وتمويل أنشطة البحث والتطوير.

يبقى السؤال: هل يمكن لتركيا أن تخوض حربًا مباشرة مع إسرائيل، إذا كانت هي الهدف التالي بعد إيران، وما إمكانية انتصارها في ظل الدعم الأمريكي المحتمل لإسرائيل؟

ذكرت صحيفة يني شفق أن تركيا قادرة على الانتصار في أي مواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل حتى مع دعم الولايات المتحدة لها، لكنها ربطت هذا الانتصار بعدة عوامل.

تساءل الكاتب التركي إسماعيل كيليتش أرسلان عما إذا كانت تركيا مستعدة لحرب محتملة مع إسرائيل، ورأى أن تركيا مستعدة إلى حد كبير، ولكن التحدي الحقيقي هو مدى وضوح مواقف العالم الإسلامي ومدى تحصين الجبهة الداخلية.

تساءل الكاتب عن سبب غياب دعم العالم الإسلامي لطهران، على الرغم من أنها أطلقت الصواريخ على إسرائيل.

فهل تكون تركيا أفضل حالًا من إيران، وتحظى بدعم العالم الإسلامي، علمًا أنها لم تطلق النار على إسرائيل، وطالما خشي العالم العربي والإسلامي من "مشروعها العثماني التوسعي"؟

مشاركة المقال: