الخميس, 26 يونيو 2025 04:33 AM

ميزر صوان: من هو "عدو الغوطتين" وما هي جرائمه المنسوبة إليه؟

ميزر صوان: من هو "عدو الغوطتين" وما هي جرائمه المنسوبة إليه؟

"عدو الغوطتين" لقب أطلقه طيارون سوريون معارضون على اللواء الطيار ميزر عبده صوان، الذي أُعلن مؤخرًا عن اعتقاله من قبل الأمن الداخلي. ولد ميزر صوان عام 1954، وتخرج من الكلية الجوية عام 1977 برتبة ملازم طيار، وتدرب على قيادة طائرات متنوعة مثل ميغ 17، سوخوي 7، سوخوي 22، وسوخوي 24.

تنقل صوان بين مطارات المزة، تيفور، والشعيرات، وأُرسل في عام 1989 إلى روسيا في دورة تدريبية على طائرة سوخوي 24. بعد عودته، عمل كطيار على نفس الطائرة، ثم نُقل إلى مطار السين عام 1996 إثر حادثة قتل ابنه لابن أحد الجيران. كما أوفده النظام السابق إلى اليمن للتدريس في مجال "نظريات الطيران".

تدرج صوان في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عقيد عام 1997، ثم التحق بدورة أركان. على الرغم من مهارته كطيار، وُصف بأنه شخصية ضعيفة ومتحفظة، يتهرب من تحمل المسؤولية، حتى أن البعض وصفه بأنه "من أشباه الرجال".

يُذكر أن نظام الأسد الأب والابن حرص على اختيار شخصيات عسكرية ضعيفة لتولي المناصب القيادية، وذلك لتسهيل السيطرة عليهم من قبل أجهزة المخابرات. لم يتمتع صوان بصفات قيادية رغم تعيينه في مناصب عليا مثل قائد سرب ولواء وفرقة. كان يوصف بالجبن والخوف من المخابرات، وولائه المطلق لها، حيث كان ينقل أي قرار يتخذه إلى المخابرات الجوية، مما جعله خيارًا مفضلًا للمناصب القيادية.

في عام 2002، عُين العقيد صوان قائدًا للسرب 696، وعانى هو وأفراد سربه من ضعف شخصيته. سعى صوان لتعويض هذا الضعف من خلال التواصل المستمر مع المخابرات الجوية، الأمر الذي لاقى استحسان الجهاز الأمني. وفي عام 2004، عُين صوان نائبًا لقائد اللواء في مطار السين، العميد سجيع درويش، وترقى إلى رتبة عميد. خلال هذه الفترة، كان درويش يكلفه بجميع الأعمال، بينما هو منشغل بنهب اللواء 17. وفي عام 2008، عُين صوان قائدًا للواء 17، الذي كان يعتبر أكبر لواء في القوى الجوية. في عهده، كان الضابطان أنيس داوود ومحمد ديبو (ضابط أمن اللواء) هما القادة الفعليين، حيث أسس ديبو شبكة لنهب خيرات اللواء.

مع اندلاع الثورة، وصف صوان المتظاهرين بـ "المرتزقة والعملاء" الذين يجب قتلهم. وبناءً على تعليمات المخابرات الجوية، عقد اجتماعًا في مايو 2011 شرح فيه "نظرية المؤامرة" على سوريا، داعيًا إلى قمع هذه الظاهرة بقوة. وفي يونيو 2011، أرسل صوان أكثر من مئة ضابط وعنصر من اللواء 17 لدعم جهود المخابرات في إخماد الثورة. كما ساهم في تشكيل قوة عسكرية لمهاجمة أهالي مدينة الضمير، مما أدى إلى مقتل واعتقال عدد كبير منهم. وفي فبراير 2012، نفّذ مشروع اختبار الذخائر الجوية ضد المناطق الثائرة.

نُقل صوان إلى قيادة الفرقة الجوية 20 منتصف عام 2012، حيث أوكلت إليه مهمة متابعة العمليات وأيد بشدة قرار قصف المدنيين. وأبدى استعداده لتنفيذ القصف بنفسه، مما رفع رصيده لدى المخابرات الجوية. وفي عام 2013، رُقي إلى رتبة لواء وعُين نائبًا لقائد الفرقة الجوية 20، حيث كان يحضر الطيارين لطلعات القصف الجوي ضد المدن والقرى ويشجعهم على الضرب بقسوة.

في سبتمبر 2013، سافر صوان إلى إيران مع مجموعة من الطيارين لنقل 8 طائرات سوخوي 24، خمس منها سورية كانت للصيانة في روسيا وثلاث عراقية، كهدية لسلاح الجو السوري. قاد بنفسه طائرة من إيران إلى مطار تيفور، مما منحه ثقة النظام المطلقة. بدأت الأنظار تتجه إليه لخلافة اللواء جايز الموسى، الذي أصبح رئيسًا لأركان القوى الجوية. ورث صوان مهام الموسى، وقام بدوره كرئيس للمنطقة الأمنية في الضمير وما حولها، منفذًا الجرائم. قرب إليه الطيارين "المجرمين" وأغدق عليهم المكافآت، وحرص على إسناد المهام إليهم شخصيًا، موصيًا بقصف الحاضنة الشعبية في القرى والمدن المستهدفة، وخاصة الغوطتين الشرقية والغربية، واصفًا مدن الغوطة بـ "الإرهابية" التي يجب مسحها.

منذ توليه قيادة الفرقة 20 في يوليو 2015، ارتكبت الطائرات التي انطلقت من مطارات الضمير، السين، خلخلة، والناصرية مئات المجازر في الغوطتين، خاصة في دوما، حيث أمر بقصف سوقها التجاري مرارًا، مما أودى بحياة مئات الأبرياء. يُروى عن صوان قوله للطيارين: "لا يهم أن تصيبوا الأهداف المهم أن تسقط القنابل على الكتل السكنية وأن توقعوا أكبر عدد من القتلى والجرحى". لم تقتصر جرائم صوان على الغوطتين، ففي أبريل الماضي وجه بقصف مدينة الضمير، وأمر بقصف مدينة جيرود بأكثر من 100 طلعة جوية لاستعادة جثة الرائد الطيار نورس حسن.

زمان الوصل

مشاركة المقال: