الجمعة, 27 يونيو 2025 11:41 PM

أحكام بالسجن على جنود أتراك لقتلهم لاجئين سوريين وتعذيب آخرين

أحكام بالسجن على جنود أتراك لقتلهم لاجئين سوريين وتعذيب آخرين

أصدر القضاء التركي أحكامًا بالسجن على عناصر من حرس الحدود (الجندرما) على خلفية مقتل لاجئيَن سورييَن وتعذيب آخرين. وذكرت وسائل إعلام تركية، منها صحيفة “سوزجو” يوم الخميس 26 حزيران، أن محكمة ولاية هاتاي التركية أصدرت أحكامًا على 22 جنديًا تركيًا على خلفية الحادثة، تلقى منهم أربعة جنود حكمًا بالسجن المؤبد.

وتفاوتت الأحكام الصادرة بحق الجنود الآخرين، حيث تراوحت بين عدة سنوات وسبع سنوات ونصف، بتهمة تعذيب اللاجئين ودفن جثث الضحايا وإخفاء الأدلة. وأفاد موقع “حرية الخبر” بأن قوات حرس الحدود “جندرما” في ولاية هاتاي جنوبي تركيا ألقت القبض على تسعة لاجئين دخلوا إلى تركيا بطريقة غير شرعية في 11 آذار 2023.

وتم نقل اللاجئين إلى مركز للشرطة، حيث قام عناصر الـ”جندرما” بتصويرهم لإثبات أنهم لم يتعرضوا للتعذيب، ثم نقلوهم إلى مخيم الترحيل، وهناك تعرضوا للضرب بواسطة عصي خشبية وحديدية. وأجبر عناصر الحرس بعضهم على شرب مادة “الديزل”، بالإضافة إلى التعذيب بالضرب والإهانة الذي استمر لساعات، وفقًا لوسائل الإعلام التركية.

وبحسب “سوزجو”، قُتل لاجئان تحت التعذيب، حيث دفنهم عناصر الـ”جندرما”، أحدهما في ساحة القطعة العسكرية، بينما ألقي الآخر أمام مركز الترحيل. واستندت المحكمة في حكمها على اعترافات الجنود وشهادات من أربعة لاجئين تعرضوا للتعذيب.

وقال الناشط السوري، طه الغازي، في منشور له على “فيسبوك”، إن قرارات هيئة المحكمة في هذه القضية جاءت بعد مسار طويل من التنسيق والتواصل بينه وبين عدد من المنظمات والهيئات والكوادر الحقوقية التركية. وأضاف أنه عقد معها هيئة ادّعاء تمثّلت بعدد من المحامين الأتراك لمتابعة كل سياقات ومسارات المحاكمة. واعتبر أن القرار جاء كمرحلة “نصر” في تحقيق شيء من العدالة للاجئين السوريين، لا سيما في ميدان الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل بعض عناصر حرس الحدود وعناصر مديريات الهجرة ومراكز الترحيل.

وتعتبر تركيا المستضيف الأكبر لعدد اللاجئين الذين فروا من سوريا، عقب الثورة التي اندلعت في آذار 2011. ويبلغ عدد المقيمين تحت بند الحماية المؤقتة 2,677,989 شخصًا، بحسب أحدث إحصائية لإدارة الهجرة التركية، في 19 حزيران الحالي. واستمرت موجات اللاجئين في التدفق عبر الحدود، وسط تسهيلات بالعبور، تضاءلت تدريجيًا منذ عام 2016، لتنشئ حينها جدارًا عازلًا على معظم الشريط الحدودي مع سوريا. وخلال هذه السنوات، تعرض الكثير من اللاجئين إلى الضرب والتعذيب على يد حرس الحدود التركي، يصل حدّ القتل في بعض الأحيان. وتجاوزت انتهاكات الـ”جندرما” التركية الحدود، ليطال رصاصها الداخل السوري، مسفرًا عن قتلى داخل سوريا.

بالمقابل، تحاول جهات حقوقية توثيق وإيقاف عمليات قتل وتعذيب اللاجئين السوريين على الحدود التركية.

مشاركة المقال: