الأحد, 4 مايو 2025 11:45 PM

أزمة قمامة تهدد صحة سكان الرقة مع قدوم الصيف: استغاثات ومخاوف من تفشي الأمراض

أزمة قمامة تهدد صحة سكان الرقة مع قدوم الصيف: استغاثات ومخاوف من تفشي الأمراض

تعيش مدينة الرقة حالة متزايدة من القلق والسخط الشعبي بسبب الانتشار الكبير للقمامة في معظم شوارعها وأحيائها السكنية. لم تعد النفايات تقتصر على المكبات أو الحاويات المخصصة، بل باتت تملأ الزوايا العامة، والمواقع الإنشائية المهجورة، وركام الأبنية المدمرة، في مشهد بات مألوفاً ومقلقاً في آنٍ واحد.

مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد المخاوف من تفشي الأمراض نتيجة تراكم النفايات وانتشار الحشرات والقوارض، وسط اتهامات للجهات المعنية بالتقصير والإهمال. السكان أطلقوا نداءات استغاثة تطالب بحلول عاجلة لهذه الأزمة، معبرين عن معاناتهم اليومية من التلوث البيئي والروائح الكريهة، وسط غياب واضح للخدمات البلدية الأساسية.

وفي حديث خاص، قال الشاب عيسى المصطفى (24 عاماً) من حي المجمع: "لم يعد هناك زاوية أو بناء مهجور في الحي إلا وامتلأ بالقمامة، أصبحت الرائحة لا تطاق، والذباب يملأ المكان، ونحن نخشى على أطفالنا من الأمراض مع كل يوم يمر دون تدخل حقيقي". وأضاف أن غياب حاويات القمامة في الأحياء السكنية يدفع السكان إلى رمي النفايات في أماكن عشوائية، ما يزيد من حجم الأزمة.

عبّر عباس العجيلي (60 عاماً)، من سكان حي العجيلي، عن استيائه من الوضع القائم، قائلاً: "هذا الحي من أقدم الأحياء في الرقة ويمثل جزءاً من تاريخ المدينة، ومع ذلك، تجد القمامة تملأ الأزقة والممرات الضيقة، في مشهد لا يليق بمدينة مثل الرقة". وأضاف أن بعض أكوام القمامة لم تُزل منذ أكثر من أسبوع، ما أدى إلى انتشار القوارض والحشرات.

مصدر مسؤول في بلدية الرقة أوضح أن المشكلة تعود إلى ضعف كبير في الميزانية المخصصة لقطاع النظافة، مشيراً إلى أن معظم الموارد المالية المتوفرة يتم توجيهها حالياً لإعادة تأهيل الطرق المدمرة جراء الحرب. وأضاف: "نواجه نقصاً حاداً في الكوادر البشرية العاملة في النظافة، وهو ما يعيق قدرتنا على رفع القمامة بالشكل المطلوب".

أشار المصدر إلى أن أحد أبرز أسباب تفاقم الأزمة يتمثل أيضاً في عدم التزام بعض الأهالي برمي النفايات في الأماكن المخصصة، إلى جانب عرقلة الأعمال الإنشائية في بعض الأحياء القديمة لحركة سيارات النظافة. وأكد أن البلدية أصدرت مؤخراً قوانين صارمة بفرض غرامات مالية على المخالفين بهدف الحد من هذه السلوكيات السلبية.

في سياق الحلول المقترحة، أوضح المصدر أن البلدية تعمل على تنظيم حملات توعية في الأحياء والمراكز المجتمعية والمدارس، للتأكيد على أهمية الحفاظ على نظافة المدينة ودور الأهالي في دعم الجهود البلدية، مؤكداً أن معالجة هذه الظاهرة بشكل جذري لن يتم فقط من خلال العقوبات، بل بتعزيز الوعي الجماعي والمسؤولية المجتمعية.

تبقى أزمة القمامة في الرقة أحد أبرز التحديات البيئية والخدمية التي تواجه سكان المدينة، وتستوجب تحركاً سريعاً ومنظماً من قبل الجهات المحلية والمجتمع المدني، قبل أن تتحول إلى كارثة صحية مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة عوامل التلوث وانتقال العدوى.

مشاركة المقال: