تشهد أسواق العاصمة دمشق ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الألبسة مع اقتراب فصل الصيف، وسط شكاوى واسعة من المواطنين الذين باتت قدرتهم الشرائية محدودة في ظل استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، فيما يُرجع أصحاب المحال هذا الغلاء إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأقمشة وتكاليف التصنيع والنقل.
وخلال جولة لمنصة “سوريا 24” في عدد من أسواق دمشق، رُصدت أسعار بعض القطع الأساسية التي أصبحت بعيدة عن متناول شريحة واسعة من المواطنين. حيث بلغ سعر “المانطو” النسائي بين 500 ألف و800 ألف ليرة سورية، في حين يتراوح سعر “الطقم البناتي” ما بين 350 ألفاً و500 ألف، أما “بنطال الجينز” فقد وصل سعره إلى ما بين 125 ألفاً و200 ألف ليرة، وذلك بحسب الماركة والخامة والجودة.
أصحاب المحال: الأسعار ليست بيدنا
وفي حديث خاص لـ”“، قال أبو محمد، صاحب محل ألبسة في منطقة الجسر الأبيض: “أسعار الأقمشة ارتفعت بشكل كبير هذا الموسم، وخاصة المستوردة منها، كما أن أجور الخياطة واليد العاملة ارتفعت، ناهيك عن الضرائب والمصاريف الأخرى، وكل هذه العوامل تضطرنا لرفع الأسعار، وإلا سنتكبد خسائر”.
وأضاف: “أصبح الزبون يدخل، يسأل ويخرج دون أن يشتري شيئاً، البعض لا يملك ثمن بنطال بسيط، ومع ذلك نحن أيضاً مضطرون للمواصلة رغم الركود”.
من جهته، أشار “سامي”، وهو صاحب محل آخر في سوق الحميدية، إلى أن “أسعار المواد الأولية ارتفعت بنسبة تتجاوز 70% مقارنة بالعام الماضي، خاصة مع عدم استقرار سعر صرف الدولار، وكل ذلك ينعكس مباشرة على أسعار الألبسة الجاهزة”.
وتابع: “هناك بضائع لم نتمكن من بيعها بسبب ارتفاع أسعارها، الزبائن باتوا يبحثون عن الأرخص فقط، وبعضهم يتجه إلى الملابس المستعملة أو السوق الشعبية”.
واقع معيشي صعب دون حلول
تأتي هذه الزيادة في الأسعار ضمن سياق أوسع من تدهور اقتصادي تعيشه سوريا منذ سنوات، حيث يعاني المواطنون من غلاء في مختلف نواحي الحياة، دون وجود أي بوادر حقيقية لتحسين الواقع المعيشي أو ضبط الأسواق.
ويشير مراقبون إلى أن عدم الرقابة الفعالة واحتكار بعض التجار للمواد الأولية، يزيد من تفاقم الأزمة.
الراتب لا يكفي لكسوة طفلين
وعلى الطرف الآخر من المعاناة، قالت هنا عدنان، وهي موظفة وأم لطفلين، في حديثها لمنصة “سوريا 24”: “أنا راتبي الشهري حوالي 400 ألف ليرة، فكيف لي أن أشتري طقماً لابنتي بـ500 ألف؟! نحتاج أكثر من راتب شهرين لنشتري كسوة صيفية بسيطة للأطفال فقط، فكيف إذا كان هناك أكثر من طفل؟”.
وتابعت بحسرة: “صرنا ننتظر من يتبرع بلباس مستعمل، أو نلجأ إلى البالة، لأنه لا خيار آخر أمامنا”.
وفي ظل هذه الظروف، باتت ملابس الصيف تشكل عبئاً إضافياً على الأسر ذات الدخل المحدود، التي تضطر للاختيار بين تأمين حاجات الغذاء أو شراء الملابس لأطفالها.