أكدت القائمة بأعمال السفارة السويدية في سوريا، جيسيكا سفاردستروم، أن السويد تنظر بإيجابية إلى فرص التعاون الزراعي مع سوريا، خاصة في قطاع الزيتون. جاء ذلك خلال ندوة استضافتها دمشق تحت عنوان "إحياء غصن الزيتون في سوريا"، بتنظيم مشترك بين وزارة الزراعة السورية ومجلس الشراكة والتحالف السوري، وبالتعاون مع دول الشمال الأوروبي، وبمشاركة ممثلين عن منظمات دولية معنية بالتنمية الزراعية.
تناولت الندوة أهمية قطاع الزيتون في الاقتصاد الزراعي السوري، حيث يعتبر مصدراً لرزق آلاف العائلات ويسهم في الناتج المحلي الزراعي. وأشارت عبير جوهر، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، إلى التراجع الحاد في الإنتاج نتيجة ظاهرة المعاومة. وأكدت أن مشروع "إحياء غصن الزيتون" يهدف إلى تزويد المزارع السوري بالدعم اللازم ليكون المنتج الأول ومساعدته على استعادة أرضه.
خلال لقاء جمع ممثلين عن الجانبين السوري والسويدي في دمشق، تم بحث سبل النهوض بقطاع زراعة الزيتون وتعزيز فرص التعاون بين البلدين. وتمت مناقشة إمكانية الاستفادة من الخبرات السويدية في تطوير سلاسل الإنتاج وتطبيق ممارسات زراعية مستدامة، بالإضافة إلى تعزيز القيمة المضافة لمنتجات الزيتون السورية.
أشار المشاركون إلى ضعف الموسم الزراعي نتيجة المعاومة وتفتت الملكيات الزراعية، ما أدى إلى تراجع إنتاج الزيتون وموت العديد من الأشجار، بالإضافة إلى غياب الشروط الفنية في المعاصر وعدم الالتزام بالمواصفات الدولية، ما يعوق جودة المنتج ويحد من فرص التصدير، فضلاً عن مشكلات في التخزين والتسويق وغياب إستراتيجية واضحة لتطبيق الممارسات الزراعية السليمة.
لذلك تم الاتفاق على التعاون مع منظمات وشركات دولية مثل منظمة سويدية تعمل على إنشاء تعاونيات زراعية، عن طريق وضع مشروع نموذجي لإعادة تأهيل قطاع الزيتون بأساليب حديثة، مع التركيز على القيمة المضافة الغذائية والاقتصادية. وأكدت هيا أبو عساف من منظمة التغذية والزراعة في سوريا /الفاو/ أن هذه الندوة تأتي في إطار تعزيز الشراكات التنموية وتبادل الخبرات بين سوريا والفاو للنهوض بإنتاج الزيتون وزيت الزيتون في سوريا، وضمن جهود دعم استعادة الأمن الغذائي التي تقدمها المنظمة لتحقيق التعافي الاقتصادي المبكر في المناطق المتضررة.
الوطن – هناء غانم