الأحد, 19 أكتوبر 2025 09:23 PM

الأرمن الكاثوليك: حضور تاريخي في لبنان وتقديس المطران مالويان يعزز مكانتهم في الفاتيكان

الأرمن الكاثوليك: حضور تاريخي في لبنان وتقديس المطران مالويان يعزز مكانتهم في الفاتيكان

منال شعيا - يحتفل الأرمن الكاثوليك في لبنان بتقديس المطران إغناطيوس مالويان في الفاتيكان، مما يعكس حضورهم المتميز على مر العقود ومزجهم الفريد بين الهويتين الأرمنية واللبنانية.

الأرمن الكاثوليك ليسوا مجرد شتات، بل هم جزء أصيل من لبنان منذ قرون، حتى قبل الإبادة الجماعية عام 1915. يعتبرون لبنان وطنًا يجمع بين هويتهم الأرمنية واللبنانية.

ما هي أهمية هذا الحدث الروحي؟ وما هو دور هذه الطائفة وأعدادها وتأثيرها السياسي بين الماضي والحاضر؟

الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية هي كنيسة متحدة بالكنيسة الكاثوليكية، وتقديس المطران مالويان يؤكد هذا العمق الروحي.

حافظ الأرمن الكاثوليك في لبنان على هويتهم ولغتهم، ملتزمين بالدستور والنظام الطائفي الذي يمنح كل طائفة خصوصيتها.

في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تعرض الأرمن الكاثوليك للتهميش والاضطهاد في القرى التركية. يشهد دير بزمار، الذي شُيِّد في القرن التاسع عشر، على عمق حضورهم في لبنان، حيث يعتبر المركز الإداري للأرمن الكاثوليك في العالم. يحيي الأرمن ذكرى الإبادة الجماعية في 24 نيسان من كل عام.

يعود الوجود الأرمني في لبنان إلى حقبة الحرب العالمية الأولى، ويقدر عددهم اليوم بحوالي 100 ألف نسمة، يتوزعون بين الأرمن الأرثوذكس (الأغلبية)، والأرمن الكاثوليك، والإنجيليين. يتمركزون في جبل لبنان، بيروت، البقاع (عنجر)، وطرابلس. إلا أن هذا العدد انخفض إلى حوالي 60 ألفًا نتيجة الهجرة، خاصة بين الشباب.

يشير الموقع الإلكتروني لكنيسة الأرمن الكاثوليك إلى أن هجرة كبيرة نحو كندا وفرنسا والولايات المتحدة أضعفت الركيزة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الأرمني اللبناني.

فاقم انفجار مرفأ بيروت من الهجرة وتسبب في تدمير مؤسسات أرمنية، مما ضاعف من تأثير الانهيار السياسي والاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عام 2019.

تأثرت المؤسسات الأرمنية، علمًا بأن للأرمن دورًا كبيرًا في ازدهار لبنان عبر التجارة والصناعة والزراعة والفنون والسياسة والرياضة والإعلام. ساهمت المؤسسات الدينية والتعليمية والسياسية والرياضية في الحفاظ على اللغة الأرمنية. لعبت الأحزاب الأرمنية والمنظمات الطلابية والنقابات المهنية دورًا في الحفاظ على الهوية الثقافية الأرمنية. جامعة هايكازيان، التي تأسست عام 1955، تعتبر الجامعة الأرمنية الوحيدة في الشرق الأوسط.

في السياسة، كان الأرمن، بمن فيهم الأرمن الكاثوليك، جزءًا أساسيًا من التحالفات السياسية، ووصفوا بـ "بيضة القبان" نظرًا لقدرتهم على التأثير في نتائج الانتخابات.

في الانتخابات النيابية، تضم بيروت أربعة مقاعد أرمنية (ثلاثة للأرثوذكس ومقعد للكاثوليك)، بينما يوجد مقعد أرمني في المتن الشمالي وزحلة. إلا أن الانتخابات الأخيرة في أيار 2022 أظهرت تغيرات في قوة "البلوكات" الأرمنية.

أشارت "الدولية للمعلومات" إلى أن تسجيل المغتربين الأرمن لم يكن مرتفعًا (1270 في بيروت، 894 في المتن، و231 في زحلة)، وعزت السبب إلى تقصير الأحزاب الأرمنية في متابعة هذا الملف.

لطالما ارتبط الأرمن في المشهد السياسي اللبناني بـ "دور الحياد ودعم رأس الدولة"، انطلاقًا من "احترام مبدأ التعايش".

يعتبر الأرمن داعمين أساسيين لرئيس الجمهورية.

من خلال هذا التقديس، تثبت بطريركية الأرمن الكاثوليك مكانتها في الفاتيكان وتعزز علاقاتها الدولية ودورها المتميز في لبنان.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: