الأحد, 19 أكتوبر 2025 01:41 AM

الشيباني يكشف عن أهداف الحكومة السورية الجديدة في الداخل والخارج وملف قسد والسويداء

الشيباني يكشف عن أهداف الحكومة السورية الجديدة في الداخل والخارج وملف قسد والسويداء

أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، أن الدبلوماسية السورية تشهد تحولًا تاريخيًا يهدف إلى تمثيل سوريا بشكل يليق بها. وفي حوار مع قناة "الإخبارية" السورية، أوضح الشيباني أن الحكومة الحالية تعمل على تصحيح مسار السياسات السابقة التي اعتمدت على "الدبلوماسية الابتزازية"، وتسعى إلى دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون.

وشدد على أن الحكومة السورية الحالية "لم تأتِ من القصور بل من رحم الثورة والمعاناة السورية". وأشار إلى أن الدبلوماسية السورية تستخدم اليوم كأداة لمعالجة العقوبات الاقتصادية وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى كونها خط الدفاع الأول عن مصالح السوريين، من خلال بناء علاقات جيدة مع الدول المضيفة لتحسين معاملة السوريين.

كما أكد الشيباني أن وزارة الخارجية تعمل على حماية سوريا من الاستقطاب والاستهداف الذي قد يطال التحول الحاصل، مشيرًا إلى أن سوريا الجديدة أصبحت تُذكر في المحافل الدولية كمثال يُفتخر به. وأضاف أن السياسة الخارجية الجديدة تعتمد على الابتعاد عن الاستقطاب وعدم وضع سوريا في أي محور أو حالة عداء مع أي دولة، مؤكدًا أن سوريا انتقلت من مرحلة الحرب إلى التطلع نحو المستقبل.

وتطرق إلى جهود إعادة سوريا إلى المنظمات العربية والدولية، وكشف عن حجم الديون التي خلّفها النظام السابق في تلك المؤسسات. وأكد على أهمية مشاركة سوريا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإيصال رؤية الحكومة السورية الجديدة إلى العالم، مشيرًا إلى أن خطاب الرئيس أحمد الشرع في الأمم المتحدة كان مؤثرًا ويعكس الحكاية السورية.

وفيما يتعلق بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أكد الشيباني أن عدم إدماجها في مؤسسات الدولة يعمق الشرخ، معتبرًا أن هناك فرصة تاريخية لمنطقة شمال وشرق سوريا لتكون جزءًا فاعلًا في المرحلة الحالية. وأضاف أن عدم التوصل إلى اتفاق مع "قسد" يعرقل مصالح المدنيين ويؤخر عودة المهجرين، مشيرًا إلى حرص الرئيس السوري، أحمد الشرع، على أن تكون "قوات سوريا الديمقراطية" جزءًا أساسيًا من مستقبل سوريا.

وأوضح أن الحكومة نجحت في إقناع الدول المهتمة بملف "قسد" بأن الحل الوحيد هو اتفاق 10 آذار، مؤكدًا أن أي تأخير في تنفيذه سينعكس سلبًا على مصالح المدنيين. وجدد رفض الحكومة لأي شكل من أشكال التقسيم والفيدرالية.

وحول ملف السويداء، وصفه الشيباني بأنه "جرح سوري"، مؤكدًا أن الحكومة لم تختر ما حصل في المحافظة، وأن الشركاء وافقوا على خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة، وتم تشكيل لجنة تقصي الحقائق، مع تحقيق تقدم في الملف واستعادة الحس الوطني. ودعا النخب ومشايخ العقل إلى المساهمة في تجاوز هذه المشكلة، مؤكدًا أن الحكومة تتعامل مع هذا الملف كقضية داخلية.

وفي سياق العلاقات الخارجية، قال الشيباني إن روسيا كانت شريكة للنظام السابق وشاركت في مأساة السوريين، مشيرًا إلى أنه قبل معركة ردع العدوان، كان هناك تخطيط سياسي لكيفية التعامل مع التغيير المتوقع. وأضاف أن التحدي كان تحييد روسيا عن دعم النظام السابق في حال حدوث مواجهة. وأشار إلى زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى روسيا في 15 تشرين الأول الحالي، والتي بحث خلالها عددًا من الملفات على رأسها القواعد الروسية وملفات اقتصادية بين البلدين.

وأكد الشيباني أن الحكومة لم تضع سوريا في معسكر أو محور معين، بل تحدثت مع الجميع، وتسعى إلى دبلوماسية متوازنة، مشددًا على أن كل التحركات الدبلوماسية مخطط لها وهادئة، ولا تتضمن أي تنازل عن حقوق السوريين، وأن العلاقة مع روسيا والصين وأوروبا تُبنى من خلال مكانة سوريا، ويجب تسخيرها لمصلحة الشعب السوري. وفيما يتعلق بالعلاقة مع الصين، قال إن الحكومة أعادت تصحيح العلاقة معها، وأن زيارة رسمية إلى بكين ستجري بداية الشهر المقبل.

وفيما يخص لبنان، أشار الشيباني إلى أن النظام السابق أوصل صورة سيئة عن سوريا، وأن الحكومة الحالية تسعى لتصحيح العلاقة، مؤكدًا أن ملف اللاجئين السوريين في لبنان كان يشكل ضغطًا على الدولة اللبنانية وعلى سوريا، وأن الحكومة تعمل على ضمان عودة كريمة للاجئين السوريين. كما كشف أن ملف المعتقلين السوريين في لبنان كان على رأس الأولويات خلال الزيارة الرسمية إلى بيروت.

وأخيرًا، ذكر أن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التقى خلال زيارته إلى واشنطن في 18 أيلول الماضي، عددًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي ومسؤولين بوزارة الخزانة الأمريكية، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين سوريا والولايات المتحدة، ورفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.

مشاركة المقال: