أثار مشروع إعادة تصميم دوار مدخل حمص الجنوبي، المعروف بدوار الجامعة، موجة من الانتقادات والاستياء بين سكان المدينة، الذين عبروا عن رفضهم للتصميم الجديد واصفين إياه بأنه يفتقر إلى الجمالية.
احتفت جامعة حمص بالتمثال الجديد، الذي يتخذ شكل مجموعة من الكتب المتراصة، تحمل أسماء علماء عرب بارزين مثل ابن النفيس وجابر بن حيان والإدريسي.
أوضح رئيس مجلس مدينة حمص، المهندس مصعب السلومي، في تصريح لوكالة سانا، أن الدوار يحمل رمزية خاصة لأهالي حمص، وأن الهدف من التصميم الجديد هو تحويله إلى منارة للعلم، خاصة لقربه من جامعة حمص، بعد أن كان رمزاً للقمع في عهد النظام السابق.
لكن التصميم الجديد، الذي شبهه البعض بـ "صبة باطون"، قوبل بانتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب سوء الفكرة والتنفيذ، وغياب أي لمسة جمالية.
علق مصعب كعكة قائلاً: "التصميم مجرد تكديس بصري مؤذٍ، يذكرنا بفناني حزب البعث الذين كانوا يتدخلون حتى في تصميم مجلة المدرسة الحائطية!". وأضاف أن "فكرة التصميم لم تخرج عن نطاق الفشل التصميمي الذي كان يتباهى به حزب البعث!".
من جهتها، رأت دانا عبد المؤمن عباس أن "كتلة التمثال غير مناسبة لمحيط الدوار، ووضع الكتب أشبه بكتلة أسمنتية تحمل أسماء خالية من أي لمسة فنية أو جمالية أو رمزية".
وتساءلت داليا سلطان: "هل من الصعب إيجاد منحوتات تحكي عن التغريبة السورية، أو ضحايا الغرق، أو ضحايا الكيماوي، بدلاً من هذه الكتل الصلدة التي لا تعني شيئاً؟".
ورأت ليلى رفاعي أن "حمص هي الأقل تنظيماً وذوقاً في اختيار المجسمات المعبرة، وبعد أن كانت رائدة في هذا المجال، أصبح كل شيء فيها عشوائياً ودون دراسة مهنية".
وعقب عبد الهادي المصري: "في زمن الذكاء الاصطناعي، يمكن تصميم أجمل نصب تذكاري بلحظة"، مستدركاً بتهكم: "هذا التصميم اجتهاد شخصي بغباء إنساني".
يشغل الدوار الذي تم تأهيله موقع ما كان يعرف بدوار "أبو موزة"، وهو لقب ساخر أطلقه أهالي المدينة على تمثال حافظ الأسد الذي كان قائماً في وسطه، ويعكس هذا اللقب روح الدعابة والتهكم التي يتمتع بها الحماصنة، حتى في أحلك الظروف.
خلال الثورة السورية، أصبح هذا التمثال رمزاً للسلطة، واستهدفه المتظاهرون في احتجاجاتهم. وفي كانون الأول/ديسمبر 2024، وبعد انسحاب القوات الأمنية من المدينة، قام الأهالي بهدم التمثال، معبرين عن نهاية حقبة من القمع والاستبداد.
فارس الرفاعي - زمان الوصل