الأحد, 1 يونيو 2025 12:19 AM

الإنترنت في دمشق وريفها: معاناة مستمرة مع خدمات متردية وأسعار باهظة رغم الوعود الحكومية

الإنترنت في دمشق وريفها: معاناة مستمرة مع خدمات متردية وأسعار باهظة رغم الوعود الحكومية
  • بواسطة --
  • --

رغم الوعود الحكومية المتكررة بتطوير خدمات الإنترنت بعد سقوط النظام، لا يزال الوضع في دمشق وريفها مرهوناً بخدمات غير مستقرة وأسعار مرتفعة. ومع ازدياد اعتماد الناس على الإنترنت في التعليم والعمل والتواصل، بات من الصعب الحصول على خدمة مستقرة وبسعر مناسب، وسط دخول شركات مرخصة حديثاً تسعى لتقديم بدائل محدودة لكنها تصطدم بتحديات مالية وتقنية كبيرة.

ما هي أسعار الاشتراك؟

في منطقة المزة بدمشق، بدأت إحدى الشركات المحلية بتقديم خدمة إنترنت بسرعة 2 ميغا بسعر شهري يبدأ من 65 ألف ليرة سورية، مع جودة اتصال مقبولة ومستقرة نسبياً. إلا أن تكلفة الاشتراك الأولي تصل إلى 700 ألف ليرة، ثمناً لأجهزة الالتقاط والراوتر، وهو مبلغ يشكل عبئاً على كثير من العائلات، لا سيما في ظل تدني متوسط الدخل. بينما تواجه الشركة مشاكل أخرى تتمثّل في محدودية التغطية، إذ تقتصر الخدمة على أحياء معينة من المزة، دون وجود خطة توسّع قريبة بسبب ضعف الإمكانيات، وهو ما يقلل عدد المشتركين ويساهم في رفع أجور الاشتراك.

وفي مدينة جديدة عرطوز، تقدم إحدى الشركات خدماتها بأسعار تُحسب بالدولار، حيث تصل كلفة سرعة 1 ميغا إلى 8 دولارات، و2 ميغا بـ15 دولاراً، و6 ميغا بـ40 دولاراً شهرياً. بينما تبلغ قيمة الاشتراك الشهري في شبكة "داريا نت" بريف دمشق، 90 ألف ليرة، لسرعة 1 ميغا و360 ألفاً لسرعة 5 ميغا. وتختلف أجور التركيب بحسب طول المسافة بين المشترك ومركز الشركة، بحسب مايوضح مدير الشركة لـ "اقتصاد". فلكما كانت المسافة أبعد احتاجت لأكبال وصحون (لاقط) ذات جودة أعلى لتكون قادرة على نقل البيانات وتبدأ الأسعار من 75 دولاراً لتصل إلى 150 دولاراً ثمن الصحن ويضاف إليها جهاز الراوتر وله عدة نوعيات تبدأ من 16 دولاراً وتصل لـ 30 دولاراً.

ولا تقتصر المشكلة على الأسعار فقط، بل تشمل الأعطال المتكررة الناتجة عن ضعف الكهرباء وسوء التمديدات.

مشاكل تقنية وعروض "مالك"

عامل صيانة في شركة إنترنت بمنطقة داريا قال لـ "اقتصاد"، إن ارتفاع التكاليف تأتي من غلاء أسعار الأجهزة والصيانة، فهي لم تكن متوفرة في السوق المحلية ونضطر لاستيرادها، كما أن تحسين خدمة الانترنت تتطلب جهداً لا سيما مع عدم توفر بنية تحتية للخدمة من قبل.

ويتابع أن أعمال الصيانة لا تنتهي وهي أعباء يجب أن تتحملها الشركة دون أن يتكلّف بها الزبون باستثناء ثمن القطع في حال احتاجت لتبديل. ويقول: "أحياناً المشكلة بتكون بسيطة، شريط مفصول أو جهاز بده إعادة تشغيل، بس الناس ما عندها خبرة كافية، وكل تأخير بالإصلاح بيأثر على ثقتهم فينا".

ومع زيادة عدد الشركات المزودة لخدمة الانترنت بدأ بعضها يلجأ لجذب الزبائن عبر تقديم عروض منافسة وأسعار اشتراك مخفضة، عبر تركيب الأجهزة بشكل مجاني بشرط أن لا يقل عدد المشتركين في الحي الواحد عن 6 إلى 10 مشتركين، كما تقدم اشتراكاً مجانياً لمرة واحدة.

وأخيراً رغم كل ذلك، لا تزال هذه الشبكات الجديدة تمثل خياراً أرخص من باقات الإنترنت عبر شركات الاتصالات الخلوية "سيريتل" و"MTN"، التي توفر سرعات أعلى وخدمة 4G وقريباً 5G، لكنها تعاني من مشاكل أخرى مثل الضغط الكبير على الشبكة، وانخفاض جودة الخدمة في الريف بسبب قلة الأبراج وتكرار الانقطاعات.

وللإطلاع أكثر على واقع الانترنت والمدة المتوقعة لتحسين الخدمات راسل "اقتصاد" المكتب الإعلامي لوزارة الاتصالات وتقانة المعلومات والذي أجاب بأن هذه المشاكل يعاني منها قطاع الانترنت في جميع المحافظات السورية، لافتاً إلى أن مكتب الوزير لا يدلي حالياً بتصريحات حول الموضوع.

مشاركة المقال: