كشفت فرق الدفاع المدني في ريف حماة الشرقي عن مقبرة جماعية جديدة في قرية الطليسية، ضمّت 32 جثة، من بينها نساء وأطفال، تم إلقاؤهم داخل بئر مياه في القرية، في مشهد مأساوي يُعيد إلى الأذهان جرائم النظام السوري التي لم تُكشف كاملة بعد.
وأفاد ناشطون أن هذا الاكتشاف جاء بعد أن عاد أحد المهجرين قسرًا إلى منزله، وأثناء تنظيفه للبئر عثر على جماجم بشرية، بينها اثنتان يُعتقد أنهما تعودان لطفلين، إضافة إلى جمجمة محترقة، وعظام ومتعلقات شخصية.
وتم على الفور إبلاغ الدفاع المدني، الذي قام بانتشال الرفات ونقلها إلى مركز الطب الشرعي للتعرف على هوية الضحايا. وأكد الأهالي أن بينهم شخصين كانا قد اعتُقلا من قبل قوات النظام في عام 2020، وتم التعرف عليهما من خلال الملابس التي عُثر عليها في البئر.
كما رجّح سكان القرية أن بعض الضحايا قد يكونون ممن تم اختطافهم على الطريق المؤدي إلى لبنان بغرض الحصول على فدية.
ويأتي هذا الاكتشاف في ظل تسارع خطوات التطبيع الإقليمي والدولي مع النظام السوري، ما أثار موجة غضب واسعة بين الأهالي والناشطين، الذين يرون أن مثل هذه الجرائم يجب أن تُواجه بالمحاسبة لا بالتطبيع.
وتُعد هذه المقبرة واحدة من عشرات المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في السنوات الأخيرة، لا سيما في دمشق وريفها، وحمص، ودرعا، والتي كشفت عن فظائع ممنهجة بحق المدنيين.
ويؤكد ناشطون أن هذه الأدلة تُشكل تذكيرًا دامغًا بجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت، مشددين على ضرورة منع تبييض صورة الجناة أو منحهم فرصة العودة إلى الحياة السياسية دون محاسبة عادلة.
زمان الوصل