الإثنين, 2 يونيو 2025 05:05 PM

في الجامع الأموي.. صلاة تقارب سعودية سورية تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات

في الجامع الأموي.. صلاة تقارب سعودية سورية تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات

في مشهدٍ يحمل دلالات سياسية وثقافية عميقة، أمّ الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، المصلين في الجامع الأموي الكبير بدمشق في صلاتي الظهر والعصر. هذا الحدث، الذي جرى خلال زيارةٍ رسميةٍ على رأس وفدٍ اقتصادي رفيع المستوى، يمثل رمزاً لتقاربٍ جديد بين الرياض ودمشق، وإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة.

الجامع الأموي، الصرح التاريخي الشاهد على تحولات سياسية ودينية، كان مسرحاً لهذا الحدث. دخل الأمير فيصل، برفقة وزير الخارجية السوري، المسجد وسط ترحيبٍ رسمي، ليتقدم الصفوف في لحظةٍ أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. مقاطع الفيديو التي وثّقت هذا المشهد، والتي بثتها قناة "الإخبارية" السعودية ووكالة "سانا" السورية، أظهرت الوزير وهو يؤم مسؤولين سوريين وأعضاء الوفد السعودي، في مشهدٍ يعكس توجهاً نحو إعادة بناء جسور التعاون.

إمامة الأمير فيصل بن فرحان للصلاة تحمل أبعاداً رمزية وسياسية. أولاً، اختيار الجامع الأموي، رمز الهوية الإسلامية والعربية، يعكس رغبة الرياض في إبراز دورها كقوةٍ إقليمية ذات ثقل ديني وثقافي. ثانياً، يُظهر هذا الفعل تواضعاً دبلوماسياً، حيث يضع الوزير نفسه في موقع الإمام الذي يخدم المصلين، مما يعزز صورة المملكة كدولةٍ تسعى للتقارب مع الشعب السوري. ثالثاً، الإمامة في هذا السياق تعدّ رسالة تؤكد التزام المملكة بدعم استقرار سوريا بعد سنواتٍ من القطيعة.

يمكن قراءة هذا الحدث كجزءٍ من استراتيجية سعودية أوسع لإعادة تموضعها في المنطقة. فبعد سنواتٍ من التوترات الإقليمية، تسعى الرياض إلى استعادة نفوذها في سوريا، لا سيما في سياق الديناميكيات الإقليمية، وترى في إعادة العلاقات مع سوريا فرصةً لتحقيق توازن جديد في مواجهة النفوذ الإيراني والتركي. إمامة الوزير للصلاة هي جزءٌ من سردية دبلوماسية تهدف إلى ترسيخ صورة المملكة كقوة إقليمية تجمع بين القوة السياسية والاقتصادية والرمزية الدينية.

مشاركة المقال: