الأربعاء, 28 مايو 2025 10:57 PM

زراعة الكلى من المتوفين: أمل يلوح في الأفق.. وتشريعات ضرورية للحد من الفشل الكلوي

زراعة الكلى من المتوفين: أمل يلوح في الأفق.. وتشريعات ضرورية للحد من الفشل الكلوي

أكد الدكتور أحمد دراج، اختصاصي جراحة الكلية، في حديث لصحيفة الثورة، أن أمراض الكلى تعتبر من أبرز المشكلات الصحية المنتشرة في المجتمع، محذراً من مضاعفاتها الخطيرة كالفشل الكلوي، ومشدداً على أهمية الوقاية والكشف المبكر.

وأشار إلى أن تشكل الحصيات البولية يعد من أكثر الأمراض شيوعاً، ويرتبط غالباً بنمط الحياة، مثل قلة شرب الماء أو وجود أمراض استقلابية. وأوضح أن أي تغيير في نمط التبول، كزيادة عدد مرات التبول، أو الشعور بألم أثناء التبول، أو ظهور دم في البول، يعتبر مؤشراً على وجود خلل في وظائف الكلى ويستدعي الفحص.

وبيّن أن الخطوات الأولى للتشخيص تشمل تحليل البول، وتحليل الكرياتينين لتقييم كفاءة الكلية، بالإضافة إلى التصوير بالموجات فوق الصوتية (الإيكو)، الذي يعد مؤشراً هاماً لتحديد الإصابة. وأكد على ضرورة عدم إهمال آلام الخاصرتين، حيث يخلط البعض بين ألم الظهر والألم الكلوي، إلا أن الألم الكلوي عادة ما يكون مستمراً وغير مرتبط بالحركة.

الوقاية والعوامل المسببة

شدد الدكتور دراج على أهمية شرب كميات كافية من السوائل يومياً، معتبراً ذلك الوسيلة الأهم للوقاية من أمراض الكلى. ونبه إلى أن مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم هم الأكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي، ويجب عليهم المتابعة المنتظمة مع طبيب الكلى لتجنب تطور الحالة. وأشار إلى أن الاستخدام العشوائي للمسكنات، خاصة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، يؤثر سلباً على الكلى ويزيد من احتمالية القصور الكلوي.

الإصابة الكلوية

أوضح الدكتور دراج أن الإصابة الكلوية تنقسم إلى نوعين: عكوسة وغير عكوسة. فالإصابات العكوسة تنتج عن انسدادات مثل الحصيات أو تضخم البروستات، ويمكن علاجها بإزالة السبب. أما الإصابات غير العكوسة، فتؤدي في مراحلها النهائية إلى الفشل الكلوي، ما يستدعي الخضوع لجلسات غسيل كلى منتظمة، وقد تتطور الحاجة إلى زراعة كلية.

ونوّه بأن قرار بدء الغسيل الكلوي يعتمد على نتائج تحاليل الكرياتينين واليوريا، حيث يشكل ارتفاع البوتاسيوم في الدم خطراً على الحياة، وقد يؤدي إلى توقف القلب، بينما تسبب الزيادة في اليوريا مضاعفات على الجهاز العصبي والدماغ.

تحديات وآفاق

فيما يتعلق بزراعة الكلى، أوضح الدكتور دراج أن توفر متبرع قريب يسهل العملية، خاصة إذا توافقت الأنسجة. لكنه لفت إلى الحاجة لتطوير نظام التبرع من المرضى المتوفين دماغياً، وهو ما زال يمثل تحدياً، إذ يمكن أن تنقذ كلى المتوفى العديد من المرضى إذا كانت سليمة.

وفي الختام، دعا الدكتور دراج المواطنين إلى عدم إهمال أي تغيير في عادات التبول، ومراجعة الطبيب المختص فوراً، مشدداً على أهمية المتابعة الدورية خاصة لمرضى الضغط والسكري، وضرورة شرب كميات كافية من الماء يومياً للحفاظ على صحة الكلى والوقاية من القصور الكلوي.

مشاركة المقال: