الخميس, 29 مايو 2025 10:35 PM

دير الزور: مخاوف متزايدة من حرائق المحاصيل تهدد الأمن الغذائي مع اقتراب موسم الحصاد

دير الزور: مخاوف متزايدة من حرائق المحاصيل تهدد الأمن الغذائي مع اقتراب موسم الحصاد

عمر عبد الرحمن – دير الزور

مع اقتراب موسم حصاد القمح والشعير في منطقة دير الزور، شرقي سوريا، تتصاعد المخاوف بين المزارعين من خطر اندلاع حرائق قد تُجهِض جهودهم السنوية، وتهدد الأمن الغذائي والاقتصادي في المنطقة. وفي ظل تقلبات مناخية حادة ونقص في الاستعدادات الوقائية، يجد المزارعون أنفسهم أمام واقع معقد يحمل بين طياته الكثير من التحديات.

ضغوط نفسية ومادية

يقول أحمد العلي، مزارع من بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، لنورث برس: “الوضع لا يحتمل، نعمل طوال العام، ولكن ارتفاع درجات الحرارة وغياب الأمطار يزيدان من احتمالية اندلاع حرائق”. مع اقتراب موعد الحصاد، تتزايد الضغوط النفسية والمادية على المزارعين، في ظل مخاوف حقيقية من تكرار سيناريوهات سابقة شهدت فيها المنطقة حرائق واسعة النطاق ألقت بظلالها على سبل عيش السكان، بحسب مزارعين بريف دير الزور.

ويضيف “العلي”: “لقد خسرنا الكثير في السنوات الماضية، وما زلنا ندفع الثمن”، مشيراً إلى أنهم يقومون بإجراءات احترازية كتنظيف الأراضي من الأعشاب الجافة، التي قد تشكل خطرًا نتيجة رمي أعقاب السجائر أو شرارات النار الصادرة عن السيارات، مشدداً بأنهم يحتاجون إلى دعم فعّال من فرق الإطفاء للتدخل السريع.

ويشير إلى أن الزراعة هي مورد العيش الوحيد لأغلب العائلات في المنطقة، ما يجعل أي خسارة في المحصول مسألة وجودية لا تحتمل التأجيل أو الإهمال.

من جهته، يشير محمد النجم، مزارع من بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، إلى أنه فقد جزءاً كبيراً من محاصيله العام الماضي بسبب الحرارة المرتفعة.

ويقول “النجم” لنورث برس، “نخشى تكرار نفس التجربة هذا العام، الزراعة مرتبطة بعوامل خارجة عن إرادتنا، ولكن بإمكاننا تقليل المخاطر عبر التوعية والدعم من الجهات المعنية”.

ويضيف: “نحن بحاجة إلى حملات إرشاد لتثقيف المزارعين حول أسباب الحرائق وكيفية الوقاية منها، فالكثير من الحوادث نجمت عن الإهمال، كإلقاء أعقاب السجائر أو أعطال في آلات الحصاد.”

جهود وتحديات

فيما يعبر المزارعون عن مخاوفهم، تشدد فرق الإطفاء في دير الزور بأنها تبذل جهوداً لتقليل المخاطر وتحسين مستوى الجاهزية.

يقول محسن السمير، أحد مسؤولي الإطفاء في المنطقة، لنورث برس: “نقوم بتوزيع فرقنا على النقاط الساخنة مع بداية موسم الحصاد. لدينا خطط طوارئ ونسعى إلى رفع وعي المزارعين”.

ويضيف: “لكننا نواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الآليات، فلا نملك سوى نحو 20 سيارة إطفاء موزعة على كافة الأرياف، وبعض المناطق يصعب الوصول إليها بسبب وعورة التضاريس.”

ويدعو مسؤول الإطفاء المزارعين إلى اتخاذ التدابير الوقائية، ويحثهم على تنظيف الأراضي من الأعشاب الجافة، مضيفا: “ونحن مستعدون للتدخل في أي وقت رغم محدودية الموارد.”

وتُعدّ الزراعة المصدر الرئيسي للدخل في دير الزور، حيث يعتمد آلاف السكان على محاصيل الحبوب كمورد أساسي للرزق. ورغم تعقيد المشهد، لا يزال الأمل قائماً في أن تسهم جهود المزارعين والسلطات المحلية في حماية المحاصيل وتجنب كارثة محتملة، فحرائق المحاصيل لا تهدد فقط الإنتاج الزراعي، بل تطال بنيرانها الأمن الغذائي والاقتصادي لأهالي دير الزور.

تحرير: خلف معو

مشاركة المقال: