في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة إلى أحياء مدينة دير الزور المدمرة، أطلقت مؤسسة مياه المدينة مشروعًا ضخمًا لإيصال مياه الشرب إلى المناطق التي تضررت بشكل كبير، بتكلفة تتجاوز ملياري ليرة سورية.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود المؤسسة لتشجيع الأهالي على العودة إلى منازلهم، بعد سنوات من التهجير والنقص في الخدمات الأساسية. وأكد زكريا اليحيى، مراقب المشروع في مؤسسة مياه دير الزور، على أن الجزء الأهم من المشروع يتضمن تأهيل الخطوط في حي تشرين وحطين، وهو ما يتيح وصول المياه إلى مناطق لم تكن تصلها منذ أكثر من عشر سنوات.
وأوضح أن المؤسسة نفذت هذا العمل بهدف تحسين البنية التحتية وتوفير خدمة المياه بشكل مستدام للأهالي، حيث كانوا سابقًا يعتمدون على تعبئة خزانات المياه بواسطة المنظمات الإنسانية في الشوارع. وأشار اليحيى إلى أن المؤسسة تسعى جاهدة لاستكمال هذا المشروع وتوسيعه ليشمل أكبر عدد ممكن من الأحياء، بهدف إعادة السكان المهجرين إلى بيوتهم.
وقال إن إعادة تأهيل وترميم البنية التحتية، بما يشمل شبكات الصرف الصحي والمياه، هو العامل الأساسي الذي يشجع الناس على العودة والاستقرار مجددًا. من جانبهم عبّر أهالي المنطقة عن ارتياحهم وامتنانهم للجهود المبذولة.
وقال غسان عبود من شارع الصناعة: “كانت المياه مقطوعة منذ بداية الثورة السورية، والآن بفضل جهود المؤسسة تم توصيل المياه إلينا ونحن شاكرون لهم”. وأضاف أن هذا المشروع يسهم بشكل كبير في عودة السكان المهجرين ويعزز استقرار المنطقة.
كما أكد ثامر الحسين، من سكان المدينة، على أن المياه لم تصل إليهم منذ بداية الثورة السورية بسبب القصف والتدمير الذي طال الشبكات. وأعرب الحسين عن تفاؤله بتحسن الوضع خلال الفترة القادمة مع استكمال مشاريع البنية التحتية، متمنيًا أن تتواصل جهود شركة الكهرباء أيضًا لتوصيل التيار الكهربائي للأحياء المتضررة.
وفي الختام، يبقى الأمل معقودًا على استكمال هذه المشاريع الحيوية التي تساهم في إعادة إعمار دير الزور وإعادة الحياة إليها، وتوفير بيئة مناسبة للعودة والاستقرار لأهلها بعد سنوات من المعاناة والنكبات.