رفعت القاضية ميادة المقداد دعوى قضائية ضد المواطن المسن علي السعدي، والد خمسة شهداء من محافظة درعا، بتهمة "التشهير بالقضاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، وذلك عقب تصريحات له تحدّث فيها عن وجود شعارات مرتبطة بالنظام السابق داخل مكتب القاضية.
وتعود تفاصيل القضية إلى مقابلة مصورة ظهر فيها السعدي متحدثاً عن مشاهدته لشعار يعود للنظام السوري داخل مكتب القاضية، خلال حضوره جلسة قضائية للنظر في دعوى رفعها ضد شخص يتهمه بتسليم أحد أبنائه للأجهزة الأمنية، ما أدى إلى مقتله. وبحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فإن الشخص المتهم أُطلق سراحه لاحقاً دون محاسبة.
ووفق بلاغ رسمي، تم استدعاء والد الشهداء للمثول أمام المحكمة في جلسة مقررة يوم الأربعاء المقبل، وسط خشية من صدور قرار بتوقيفه على خلفية تصريحاته.
في المقابل، أشار مصدر مطلع إلى أن الشعارات التي تحدث عنها السعدي كانت موجودة فعلاً على جدران المبنى، لكنها من عهد النظام السابق، وأن إزالتها تتطلب عملاً إدارياً من قبل الجهة المسؤولة عن صيانة المحكمة، ولا تدخل ضمن مهام القضاة العاملين فيها.
تسلّط هذه الواقعة الضوء على إشكالية الرموز المتبقية من النظام السابق في مؤسسات يُفترض أنها شهدت تحولاً بعد "التحرير"، وتثير تساؤلات حول التوازن بين حرية التعبير لدى المواطنين، خصوصاً ذوي الضحايا، وبين سعي السلطة القضائية للحفاظ على هيبتها ومكانتها في المجتمع.