الإثنين, 2 يونيو 2025 12:14 PM

الرقة تستقبل عيد الأضحى بأسواق خافتة: غلاء الأسعار يطغى على فرحة الأهالي

الرقة تستقبل عيد الأضحى بأسواق خافتة: غلاء الأسعار يطغى على فرحة الأهالي

مع اقتراب عيد الأضحى، لم تشهد أسواق مدينة الرقة تلك الحركة التي اعتادها الأهالي في مثل هذا الموسم. وبين واجهات المحال المتزينة بالبضائع، تبدو الحركة خفيفة، والأسعار ساكنة، والرقابة… غائبة تمامًا.

أسباب الانكماش: بين الجفاف والرواتب الضعيفة

خليل المنذر (43 عامًا)، صاحب محل ألبسة نسائية في وسط المدينة، يصف حركة السوق في تصريح خاص لـ”سوريا 24″ بأنها أضعف من عيد الفطر، مضيفًا: “معظم الأهالي يأتون لشراء نواقصهم فقط، فهم يشترون أساسياتهم غالبًا في عيد الفطر.” ويرى المنذر أن الجفاف هذا العام كان له أثر كبير على الحالة الاقتصادية في المدينة: “ثمانون بالمئة من سكان الرقة يعتمدون على الزراعة، وهذا الموسم تضرر بشدة.” رأي يوافقه عليه لؤي العيدان (34 عامًا)، صاحب محل أحذية وسط المدينة، الذي قال: “عندما تكون السنة مطيرة، تكتظ الأسواق. لكن هذا العام مختلف، الجفاف خنق الأسواق حتى في موسم العيد.”

ثبات الأسعار رغم تراجع الدولار

وفي الوقت الذي انخفض فيه سعر صرف الدولار، لم يشعر المواطنون بأي تحسن في قدرتهم الشرائية. ميساء العلي (26 عامًا)، أم لثلاثة أطفال، قالت لـ”سوريا 24″: “في العيد الماضي كان الدولار بـ12 ألف، الآن بـ9 آلاف، ومع ذلك لم تنخفض الأسعار. ما زلت بحاجة لأكثر من 150 دولار لأجهز أطفالي، ولم أعد أستطيع ذلك.” وأضافت العلي بلهجة غاضبة: “تحويل البيع إلى الليرة دون تخفيض الأسعار هو سرقة. لا توجد رقابة ولا جهة تُلزم المحلات بشيء.”

الرقابة: تعميم بالدولار ومخالفات لمن لا يلتزم

ورغم الانتقادات، أكّد مصدر رسمي في ضابطة الأسواق التابعة لبلدية الرقة لـ”سوريا 24″ أن الجهات المعنية أصدرت تعميمًا يُلزم أصحاب المحال التجارية بوضع الأسعار بشكل واضح داخل المحلات، وأنه سيتم اتخاذ إجراءات بحق المخالفين. لكن المصدر ذاته شدد على أن الأسعار يجب أن تُحدد بالدولار الأميركي نظرًا لتذبذب سعر الليرة السورية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى مراعاة هذا القرار لواقع المواطنين ذوي الدخل المحدود.

الرقة تنتظر عيدًا أفضل

رغم استعدادات الأهالي، تبقى فرحة العيد منقوصة في الرقة هذا العام. فقد اجتمع الغلاء مع ضعف الدخل، وتراجعت المشتريات إلى الضروريات فقط، في مشهد يعكس واقعًا اقتصاديًا صعبًا تعيشه المدينة. مع غياب الرقابة الحقيقية وتلاشي الأمل بتحسن قريب، يظلّ السؤال مفتوحًا: هل ستشهد الأعياد القادمة انفراجًا يعيد للأسواق نبضها وللناس بهجتهم؟

مشاركة المقال: