تشهد معارض التجهيزات المنزلية في مدينتي رأس العين وتل أبيض تراجعًا حادًا في الإقبال، رغم العروض والتخفيضات على الأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية. أصحاب المعارض قدموا حسومات وصلت إلى 30% لجذب الزبائن، لكن دون جدوى. انخفضت أسعار الثلاجات من 240 إلى 170 دولارًا، والشاشات (32 بوصة) من 100 إلى 70 دولارًا، والأفران من 60 إلى 42 دولارًا، والتكييفات الغازية من 270 إلى 190 دولارًا. المكيفات المائية أصبحت بـ90 دولارًا بعد أن كانت 130 دولارًا، والغسالات الأوتوماتيكية انخفضت من 240 إلى 170 دولارًا، والعادية من 135 إلى 95 دولارًا.
تخفيضات دون إقبال
سلوى العزو من تل أبيض تعطلت ثلاجتها بسبب ضعف الكهرباء، وعندما سألت عن سعر ثلاجة جديدة، أخبرها البائع أن أصغر نوع بـ170 دولارًا (1.65 مليون ليرة سورية). سلوى (37 عامًا) لا تملك هذا المبلغ وستحاول إصلاح ثلاجتها مؤقتًا لتوفير ثمن الجديدة.
عزوز الفرحان من رأس العين بدأ تجهيز منزله للزواج، وتجوّل في المعارض للاستفادة من التخفيضات (30%)، لكن الأسعار ما زالت تفوق قدرته، خاصة مع الغلاء العام. غياب خيار الشراء بالتقسيط زاد الأمور تعقيدًا، مما حال دون قدرته على تأمين جميع المستلزمات دفعة واحدة. اشترى عزوز بعض القطع الأساسية من المعارض، واضطر لشراء الباقي مستعملًا.
تردي الأوضاع الاقتصادية يدفع الأهالي لشراء الأدوات المستعملة – 13 أيار 2025 (عنب بلدي)
بالدولار
يرفض أصحاب المعارض التعامل إلا بالدولار الأمريكي، لأنه أكثر استقرارًا، ما يشكل تحديًا للسكان الذين يضطرون لتحويل الليرة السورية، ويتكبدون خسائر إضافية بسبب تقلبات سعر الصرف.
علاء الدين مراد، المجهّز الرئيس لمعارض الأدوات المنزلية في رأس العين وتل أبيض، قال إن الطلب على الأجهزة والتجهيزات المنزلية تراجع مقارنة بالعامين الماضيين. عدد المعارض التي يزوّدها انخفض من 15 إلى 7 بسبب ضعف المبيعات وتراجع الإقبال. قيمة التجهيزات اليومية انخفضت من 8000 دولار إلى 2000 دولار في أفضل الحالات. ضيق المساحة الجغرافية، والحصار، وقلة فرص العمل وتراجع النشاط الزراعي، ساهمت في تدهور الوضع الاقتصادي وانخفاض الطلب.
المستعمل يتصدر
أصبح شراء الأجهزة المستعملة الخيار الأول لأهالي رأس العين وتل أبيض، حيث تجاوزت الأسعار الجديدة قدرة معظمهم رغم التخفيضات. أحمد سليمان، صاحب معرض في رأس العين، قال إن الإقبال ضعيف رغم التخفيضات (30%). الظروف الاقتصادية الصعبة أدت إلى تراجع القدرة الشرائية، مما دفع الأسر لتأجيل شراء الاحتياجات غير الأساسية والتركيز على الضروري. غالبية السكان يتجهون لشراء الأثاث المستعمل لانخفاض تكلفته. في حال استمر الوضع، قد يضطر سليمان لإغلاق المعرض أو اللجوء إلى البيع بالتقسيط.
تعتمد تل أبيض ورأس العين على الزراعة، ما يضيق مجالات العمل ويحد من توفر وظائف متنوعة. ضعف البنية التحتية والخدمات مع ضيق المساحة يحد من قدرة المنطقة على استقطاب الاستثمارات، مما يضعف القدرة الشرائية للسكان.
اقرأ أيضًا: المحروقات تشلّ الحياة بتل أبيض ورأس العين
