الأحد, 1 يونيو 2025 12:21 AM

تحليل معمق: كتاب "سقوط مملكة الأسد" يكشف تفاصيل انهيار المنظومة الأمنية في سوريا

تحليل معمق: كتاب "سقوط مملكة الأسد" يكشف تفاصيل انهيار المنظومة الأمنية في سوريا

يتناول كتاب "سوريا: سقوط مملكة الأسد"، الصادر عام 2014 للكاتب والمؤرخ الأمريكي دايفيد دبليو ليش، تحليلًا للثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011، ويسلط الضوء على شخصية الرئيس المخلوع بشار الأسد، وكيف تطورت الأحداث لتقود إلى ما أسماه الكاتب "سقوط المملكة".

يبدأ المؤلف كتابه بسرد خلفية تاريخية عن حكم عائلة الأسد لسوريا، متتبعًا المسار الذي سلكه حافظ الأسد في ترسيخ سلطته عبر الأمن والمخابرات، ثم انتقال الحكم إلى ابنه بشار. ويقدم الكاتب صورة الرئيس المخلوع بشار، الذي جاء إلى السلطة عام 2000 محاطًا بآمال الإصلاح، بسبب خلفيته التعليمية الغربية وميله الظاهري إلى التغيير التدريجي، غير أن هذه الآمال تبخرت مع الوقت.

يتناول دايفيد جذور الانتفاضة الشعبية في سوريا، بدءًا من حادثة درعا التي أشعلت الشرارة الأولى، حيث واجه النظام المتظاهرين بالقوة القمعية بدلًا من الاستجابة لمطالبهم، ويشرح الكاتب كيف تحولت الاحتجاجات السلمية إلى نزاع مسلح، نتيجة القمع العنيف والمستمر.

كما يناقش الكتاب الدور الإقليمي والدولي خلال الثورة السورية، مسلطًا الضوء على مواقف كل من إيران وروسيا والولايات المتحدة وتركيا، ويبرز كيف تعقدت الأحداث بسبب تقاطع المصالح الإقليمية والدولية على الأرض السورية.

في تحليله، يركّز دايفيد على نقطة محورية، وهي أن سقوط مملكة الأسد لم يكن فقط سقوطًا لحكم فردي أو نظام سياسي، بل انهيارًا لمنظومة حكم تأسست على الولاء الأمني والجمود السياسي. كما يشير إلى أن النظام، رغم بقائه رسميًا، فقد شرعيته داخليًا وخارجيًا، مما جعل الحديث عن "سقوطه" منطقيًا من منظور وظيفي.

يقول دايفيد في كتابه، "لقد ظنّ بشار الأسد، في البداية، أن ما حدث في تونس ومصر لا يمكن أن يحدث في سوريا، فالسوريون، كما كان يردد دومًا، ليسوا كغيرهم. كان مقتنعًا بأن بقاءه في الحكم مستند إلى ولاء شعبي حقيقي."

من دايفيد دبليو ليش

هو مؤرخ وأكاديمي أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، وخاصة سوريا. يعمل أستاذًا للتاريخ في جامعة "Trinity University" بولاية تكساس. من أبرز اهتماماته البحثية شخصية الرئيس المخلوع بشار الأسد وتاريخ سوريا الحديث، وقد زار سوريا عدة مرات والتقى ببشار الأسد في مناسبات مختلفة، ما مكّنه من تقديم تحليل داخلي لنظام الحكم هناك.

مشاركة المقال: