لم تلعب الظروف دورها الإيجابي في مسلسل «رفيق» (كتابة شكري أنيس فاخوري ـــ إخراج نديم مهنا وإنتاجه). صُوّر العمل الذي يتناول سيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري (1944-2005) قبل عشر سنوات، لكنه لم يُعرض بسبب خلافات بين صُنّاعه وزوجة رئيس الحكومة السابق نازك الحريري. ورغم أن المسلسل لا يتطرّق إلى علاقتهما الزوجية، بل يركّز على سيرته السياسية والاقتصادية، إلا أنّ نازك الحريري أصرّت على عرقلته. وفيما أشارت تقارير إعلامية حينها إلى أنّ الاعتراض سببه تجسيد شخصية نازك الحريري من قِبل المذيعة ديانا فاخوري، رأى آخرون أنها رفضت المشروع بالكامل، بغضّ النظر عن فريق العمل.
بعد أخذ وردّ في القضاء، تمكّن فريق العمل من الحصول على الضوء الأخضر لعرض «رفيق»، الذي يبدأ بثّه مساء الأحد المقبل عبر قناة mtv (س:18:45). يتألف العمل من 30 حلقة، ويضمّ نخبة من الممثلين اللبنانيين، فهل تعترض نازك الحريري مرة أخرى على عرض العمل وتنجح في إيقافه؟
ينطلق المسلسل من طفولة الحريري، مروراً بمرحلة المراهقة، ثم دخوله معترك السياسة والبزنس، وتنقّله بين السعودية والدول العربية. ويُعدّ المسلسل بمنزلة محاولة لتلميع صورة الحريرية السياسية، مع التركيز على النجاحات، من دون التطرّق إلى الانتقادات أو الإخفاقات السياسية والاقتصادية.
في تصريح خاص، أوضح نديم مهنا أنّ «رفيق» هو سيرة لرئيس الحكومة الراحل، وقد شارك في تطوير فكرته مع الكاتب شكري أنيس فاخوري. وأشار إلى أنّ التحضيرات استغرقت عاماً كاملاً، وشملت لقاءات مع شخصيات مقرّبة من الحريري، وقراءة كتب تناولت سيرته. أما عن الجانب العائلي، فقد أكّد مهنا أنّ الفريق حصل على معلومات من مقرّبين من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، من دون تواصل مباشر مع العائلة.
أوضح مهنا أن العمل كلّف ميزانية كبيرة، وتأخير عرضه لسنوات تسبّب في خسائر مادية ومعنوية. وأضاف: «نُفذ العمل بأحدث التقنيات المتاحة آنذاك، وكان يمكن أن يثير ضجةً عند عرضه. تعرّض المشروع لظلم غير مبرر، خصوصاً أنّه يتناول شخصية عامة تركت أثراً في الحياة السياسية، بدءاً من مرحلة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حتى الانسحاب السوري من لبنان عام 2005».
وعن التطرّق إلى عملية اغتيال الحريري والشكوك التي أحاطت تلك العملية، قال مهنا: «ينتهي العمل عند اغتياله، ولن ندخل في التفاصيل السياسية أو الخلفيات، لأن القضية لا تزال أمام المحكمة الدولية. نحن نركّز على الدرامي الذي يتعلق بإنجازاته وسيرته فقط».
كشف مهنا أنّ علاء علاء الدين يجسّد دور رفيق الحريري، فيما تلعب ديانا فاخوري دور نازك الحريري. وأوضح أن الاختيار جاء بناءً على الشبه بالشخصيات من حيث الشكل والعمر، إلى جانب الكفاءة الدرامية. على أن يعرض العمل على قنوات أخرى، بعد الانتهاء من عرضه الأول. يأمل مهنا خيراً في عرض «رفيق» رغم تأخره الطويل، معتبراً أنه يمثّل باكورة أعماله الدرامية، التي مهّدت لاحقاً لانطلاقته في عالم السينما.