في خطوة نوعية للعمل المدني السوري، أطلقت منظمة Goal-oriented e.V. مشروعها النفسي الأول في سوريا تحت عنوان "الأيادي الشافية لسوريا"، بالتعاون مع وكالة حماية البيئة السورية (EPA-Syria). يهدف المشروع إلى دعم الأطفال المتأثرين بالحرب في ريف دمشق، تجسيدًا لشراكة بين المجتمع المدني السوري في أوروبا والدعم الألماني.
من مبادرة لاجئ إلى قوة تنفيذية معترف بها
تأسست Goal-oriented e.V. عام 2021 على يد اللاجئ السوري عبد العزيز الدودي من الحسكة. بدأت كجهد تطوعي لمساعدة اللاجئين في ألمانيا، وتطورت لشراكة رسمية مع بلدية كريفلد، وفاعلاً دوليًا في إعادة إعمار سوريا. "الأيادي الشافية لسوريا" هو أول تنفيذ ميداني للشراكة بين المنظمة ووزارة التنمية الألمانية، مما يتيح مشاريع مباشرة داخل سوريا بتمويل ألماني.
دعم نفسي يبدأ من المدارس
سينفذ المشروع في صيف 2025 في خمس مدارس ابتدائية في جوبر ومعضمية الشام، مستهدفًا 2000 طفل (6-10 سنوات) عانوا من آثار الحرب والنزوح وفقدان الأهل. يعتمد البرنامج على دعم نفسي غير مباشر عبر أنشطة ترفيهية وتوعوية، بإشراف 100 متطوع محلي وخمسة مختصين تربويين ونفسيين.
أوضح عبد العزيز الدودي أن المشروع يركز على الإنسان أولًا، مؤكدًا أن الاهتمام بصحة الأطفال النفسية هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع سليم. "نحن نبدأ من حيث الألم الحقيقي للأطفال... ونؤمن أن صحة الطفل النفسية هي نواة لسلام مستقبلي شامل."
تمويل شفاف وأهداف تنموية
يبلغ التمويل الإجمالي 10,000 يورو، بتمويل 90% من وزارة التنمية الألمانية، والباقي من موارد المنظمة. يتماشى المشروع مع التوجهات الأممية في التنمية المستدامة، ويساهم في تحقيق أهداف الصحة النفسية، جودة التعليم، تعزيز السلام والعدالة، وبناء شراكات عالمية.
نحو مراكز دائمة للدعم النفسي
رغم طابعه التجريبي، يمثل "الأيادي الشافية" خطوة أولى نحو إنشاء شبكة مراكز دعم نفسي دائمة داخل سوريا، لتدريب وتأهيل كوادر محلية بالتعاون مع المؤسسات الألمانية، لتعويض النقص الحاد في هذا المجال. وتستعد المنظمة لعقد مؤتمر بعنوان "مؤتمر داعمي القطاع الصحي والدعم النفسي في سوريا" في صيف 2025، لتحشيد الدعم وتوسيع الشراكات.
شرعية كاملة وعمل تطوعي خالص
تخضع Goal-oriented e.V. للقانون الألماني، ومسجلة رسميًا. يقودها عبد العزيز الدودي، ويعمل إلى جانبه خليل الدودي. جميع كوادر المنظمة يعملون بشكل تطوعي كامل، دون إنفاق أي جزء من الميزانية على المصاريف الإدارية.
رؤية تبدأ من الطفل
أكد فريق العمل أن "الأيادي الشافية" هو رؤية مستقبلية لسوريا الجديدة، تبدأ من الطفل، وتُبنى بالعلم والرعاية والثقة بالإنسان. "سوريا الجديدة ليست حلمًا بعيدًا، بل هي مسؤولية مشتركة تبدأ من الطفل وتُبنى بالعلم، الرعاية، والثقة بالإنسان."