تواجه دمشق صيفًا قاسيًا مع ارتفاع درجات الحرارة، ويزداد الوضع تعقيدًا مع استمرار مشكلة الاستجرار غير المشروع للكهرباء. في هذا السياق، أعلنت شركة كهرباء دمشق عن أرقام صادمة تكشف حجم التحدي، حيث تم تنظيم أكثر من 650 ضبطًا منذ بداية عام 2025، لعمليات استجرار غير قانونية تجاوزت 100 ألف كيلو واط ساعة. هذه الأرقام تأتي في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة تصاعدًا في الطلب على الطاقة مع دخول فصل الصيف، مما يضع ضغطًا إضافيًا على شبكة الكهرباء المتهالكة.
حملة لمكافحة السرقات وصيانة لشبكة مهترئة
في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، كثفت شركة كهرباء دمشق جهودها لمكافحة سرقات التيار الكهربائي. وأكد المهندس حسام الدين المحمود، المدير العام للشركة، استمرار الحملة ضد التعديات على الشبكة، مشيرًا إلى أن الإجراءات القانونية تتخذ بحق المخالفين. وتأتي هذه الحملة بالتوازي مع أعمال صيانة مكثفة، شملت سبع محطات تحويل رئيسية، لتعزيز استقرار التيار الكهربائي وتقليل الأعطال في أحياء حيوية مثل المزة ودمر والزاهرة. كما تم رفع استطاعة مراكز تحويل في عدة مناطق بما يقارب 12 ألف كيلو فولط أمبير لتخفيف الأحمال الزائدة.
تقنين قاسٍ وتحديات تواجه استقرار التيار
في ظل هذه الظروف، تعمل الورشات الفنية على مدار الساعة لضمان استمرار عمليات الصيانة وتحسين الشبكة الكهربائية. ويبقى برنامج التقنين سيد الموقف، حيث يتم حاليًا تطبيق نظام انقطاع قاسٍ لمدة خمس ساعات مقابل ساعة ونصف فقط من التغذية. ومع ذلك، هناك تخصيص لخمس ساعات يوميًا للقطاعات الحكومية والخدمية، خاصة في أوقات ضخ المياه، بالتنسيق مع مؤسسة المياه، في محاولة للحفاظ على الخدمات الأساسية.
مستقبل الكهرباء مرهون بالوقود وتطوير الشبكة
أوضح المحمود أن تحسين واقع الكهرباء على المدى الطويل يتوقف بشكل كبير على توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد. وهو ما تعمل الوزارة على تأمينه بالتوازي مع مشاريع الشركة الهادفة إلى تطوير الشبكة، تقليل ساعات التقنين، وتعزيز موثوقية التغذية الكهربائية قبل ذروة الطلب الصيفية. تبقى دمشق أمام تحدٍ كبير في تأمين الكهرباء لمواطنيها، فهل ستنجح الإجراءات المتخذة في كبح جماح الاستجرار غير المشروع وتوفير طاقة كافية لمواجهة حرارة الصيف القادمة؟
