تواجه شبكة الكهرباء في مدينة بانياس والريف المحيط بها تحديات كبيرة، نتيجة الظروف التي مر بها القطاع الكهربائي على مدى السنوات الماضية، من تدهور في البنية التحتية، وتراكم الأعطال، ونقص المواد الأولية والكوادر الفنية.
واقع الكهرباء: 12 ساعة قطع
أكد عمار الحسن، من سكان بانياس في حديث لمنصة، أن الكهرباء في المنطقة تشهد تذبذباً كبيراً في ساعات التغذية، مشيراً إلى أن عدد ساعات الوصل تتراوح بين ساعتين إلى 12 ساعة قطع، وتختلف حسب توفر مصادر الطاقة مثل الفيول أو الغاز، حيث قد تصل أحياناً فترة الوصل إلى ثلاث ساعات فقط مقابل 12 ساعة انقطاع. وأضاف الحسن أن خدمة الكهرباء تتحسن نسبياً في أوقات الذروة، حيث تصبح مدة التغذية ساعتين صباحاً و4 ساعات مساءً، وهو ما يخفف من المعاناة قليلاً خلال تلك الفترات.
الجهود المحلية والمستقبل القريب
كما أشار الحسن إلى أن هناك جهوداً تبذل حالياً لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء في بانياس وطرطوس عموماً، موضحاً أن هذه الجهود تشمل إعادة تأهيل خطوط الإمداد الكهربائي واستبدال المحولات ذات الاستطاعة المنخفضة بمحولات ذات استطاعة أعلى، بهدف تحسين جودة التغذية الكهربائية وزيادة عدد ساعات الوصل للمواطنين في المستقبل القريب.
ضغط متزايد على الشبكات
وأوضح المهندس محمد الديري، مدير مؤسسة كهرباء طرطوس في حديث لمنصة ، أن واقع الكهرباء في بانياس يشهد ضغطاً متزايداً على الشبكة بسبب الأحمال العالية التي تفوق قدرتها الاستيعابية، خاصة مع ازدياد عدد المشتركين واستخدام الأجهزة الكهربائية بشكل موسع خلال فصل الصيف. وأشار إلى وجود أعطال متكررة في شبكة التوتر المنخفض، ناجمة عن عدم توفر المواد اللازمة للصيانة، واهتراء بعض أجزاء الشبكة القديمة، والتي تحتاج إلى استبدال كاملاً. ولفت إلى أن المؤسسة تعمل حالياً على دراسة هذه الشبكات لاستبدال ما هو منهار منها، ومن ثم يمكن تحقيق جاهزية كاملة للشبكة لتلبية احتياجات المواطنين.
عدد المحولات العاملة
وأكد الديري أن عدد المحولات العامة في منطقة بانياس يصل إلى 482 محولة، جميعها تعمل وتخدم السكان، عدا محولة الزوبة التي لا تزال معطلة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن القرية حتى يتم إصلاحها.
الخسائر في المنظومة الكهربائية
من بين الأعطال الأخرى، ذكر الديري أن هناك قاطعاً معطوباً في المحطة النقالة الثانية، مما دفع الفنيين إلى تحميل خطوط أخرى من نفس القاطع لتأمين الكهرباء للمواطنين، وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على هذه الخطوط، ويهدد باحتمال حدوث أعطال جديدة.
خطوط توتر متضررة
وحول خطوط التوتر، أشار إلى أن خط دخول الريف وخط المرقب يعانيان من تدهور كبير في حالة المسار، حيث أصبحت نقاط الشد متهالكة، وتحتاج إلى تغيير كامل للمسار بسبب تعرضه لانقطاعات متكررة بالأمراس (العوازل). وأكد أن المؤسسة تعمل على وضع خطة لإعادة تأهيل هذه الخطوط، لكن ذلك يتطلب توفير المواد والأيدي العاملة والدعم اللوجستي اللازم.
التحديات تواجه شركة الكهرباء
وأفاد الديري بأن الشركة تعاني من نقص في الكوادر الفنية المؤهلة، وقلة المواد والأدوات الأساسية المستخدمة في الصيانة والإصلاح، إضافة إلى شح الآليات والمعدات اللازمة للوصول إلى المناطق البعيدة أو المتأثرة بالأعطال. واعتبر أن هذه العوامل تشكل تحديات حقيقية أمام العمل، وتحد من سرعة تنفيذ المشاريع التأهيلية والتصحيحية.
تغطية الأحياء بالكهرباء
وفيما يتعلق بتوزيع الكهرباء على الأحياء، ذكر أن جميع الأحياء في بانياس مخدمة بالكهرباء، عدا بعض المناطق التي تعرضت لسرقات في شبكات التوتر المنخفض، بالإضافة إلى جزء من قرية الزوبة التي لا تزال بدون كهرباء بسبب عطب المحولة.
وعلى صعيد آخر، واصلت ورشة الطوارئ في قسم كهرباء بانياس أعمالها لتحسين واقع التغذية الكهربائية، حيث تم: – شد خطوط منخفض مقطوعة وشبكات ملتفة. – إعادة شد شبكة منخفض مقطوعة في حريصون بعد سقوط شجرة كبيرة عليها. – إصلاح رأس كابل على محولة بطرايا وآخر على محولة مفرق ابتلة. – إصلاح عطل كابل متوسط أرضي بتركيب عابة وصل أرضية على تفريعة محولة ضهر صفرا الأرضية.
وسبق ذلك، عقد مسؤولو الإدارة والخدمات في محافظة طرطوس اجتماعاً مع رؤساء بلديات منطقة بانياس وريفها، بمشاركة مسؤول الوحدات الإدارية، ومسؤول الخدمات، ومسؤول المياه، ومسؤول الكهرباء، ومسؤول منطقة بانياس، حيث تم مناقشة التحديات الخدمية في المنطقة، وخاصة ما يتعلق منها بتحسين البنية التحتية، وتطوير شبكات الكهرباء والمياه، وتعزيز الخدمات البلدية.
ومطلع شهر أيار الجاري، قامت المؤسسة العامة لكهرباء طرطوس، وبالتنسيق مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي، بوضع خط كهرباء معفى من التقنين بالخدمة لتغذية محطة نبع السن في بانياس، بهدف تأمين المياه للمواطنين، وهو ما يُعد خطوة هامة في سبيل دعم الخدمات الأساسية في المنطقة.
تشهد شبكة الكهرباء في بانياس وريفها تحديات جمة، تتطلب دعماً لوجستياً ومالياً أكبر، سواء من حيث توفير المواد والأدوات، أو تعزيز الكوادر البشرية، وإعادة تأهيل البنية التحتية. ومع ذلك، تواصل ورش الصيانة عملها رغم المحدودية، بينما تبذل الجهود من قبل الجهات المحلية والدولية لتحسين الواقع الخدمي، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه، بما ينعكس إيجاباً على حياة المواطنين.