كشفت قناة “CNBC عربية” عن تفاصيل خطة استراتيجية أمريكية من خمسة محاور تهدف إلى إنعاش وتطوير قطاع النفط والغاز في سوريا. ووفقًا لتقرير نشرته القناة في 26 مايو، تتضمن الخطة تصورًا لتعاون الشركات الأمريكية مع سوريا، وإطلاق شركة “SyriUs Energy” لإعادة بناء قطاع الطاقة في البلاد.
الخطة، التي قدمها الرئيس التنفيذي لشركة “أرغنت” للغاز الطبيعي المسال، جوناثان باس، إلى الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع قبل قرار الإعفاءات الأمريكية من العقوبات الأخير، تسعى إلى استعادة استقرار وتنمية قطاع النفط والغاز السوري باعتباره حجر الزاوية في التعافي الوطني وأمن الطاقة والسيادة الاقتصادية.
تتضمن الخطة خمس مراحل تنفيذية تبدأ باستعادة الأصول وتأهيلها وتنتهي بمسألة التصدير والعلاقات التجارية الأوسع نطاقًا. كما تشمل إطلاق كيانات جديدة، من بينها إنشاء كيان قانوني يدرج في البورصة الأمريكية، على أن يمتلك صندوق سيادي خاص بالطاقة في سوريا 30% منه.
خمسة مراحل تنفيذية
تتضمن الخطة المذكورة خمس مراحل تنفيذية أساسية:
- إرساء الأمن وعمليات تقييم الوضع الراهن واستعادة الأصول، تشمل تلك المرحلة تأمين حقول النفط ذات الأولوية (العمر والتيم والتنك والحسكة) مع وضع خطة للحقول الأخرى، علاوة على إجراء تقييمات فنية لخطوط الأنابيب والمصافي وخطوط الكهرباء، وكذلك رسم خريطة لاحتياجات البنية التحتية لإمدادات الوقود الطارئة وتحديد أولوياتها.
- استقرار الإمدادات المحلية: من خلال إعادة تأهيل مصفاتي “حمص” و”بانياس”، وإعادة تأهيل شبكات الأنابيب الرئيسية، بدءًا بخط الغاز العربي، وتوسيع نطاق الوصول إلى الغاز الطبيعي للاستخدامات المنزلية وإمدادات الطاقة.
- تطوير كيان مدرج في بورصة “نيويورك” أو “ناسداك” يمتلك ويدير الأصول، بهدف تعزيز أو إنشاء شراكات بين القطاعين العام والخاص، وضمان الاستثمار بشكل آمن وجذاب، بالإضافة إلى إنشاء شركة وطنية سورية جديدة للنفط تحت اسم “SyriUS Energy”، مع جذب وتنسيق الخبرات الفنية الأجنبية بما يتماشى مع المصالح الوطنية السورية، تتضمن هذه المرحلة تصميم عقود خدمات المخاطر وتقاسم الإنتاج مع الدول “الحليفة”، من خلال شركات النفط الأميركية الكبرى في “هيوستن” مثل “إكسون” و “شيفرون” و “كونوكو فيليبس”، “إكسيليريت” و “توتال إنيرجي” و “شل”، وغيرها من شركات قطاع النقل والتكرير والإنتاج.
- آليات الحكومة والشفافية: من خلال إنشاء كيان مدرج في البورصة الأمريكية، يمتلك صندوق سيادي خاص للطاقة في سوريا نسبة 30% من أسهمه، لإدارة وتوزيع عائدات النفط بشفافية وثقة، مما يوفر الشفافية للكيانات العامة الأجنبية، بالإضافة إلى رقمنة أنظمة وزارة النفط وتأسيسها وإجراءات مكافحة الفساد، وربط استخدام الإيرادات بالبنية التحتية الوطنية، والصحة، والحصول على الطاقة
- الاستعداد للتصدير والتكامل الإقليمي في مجال الطاقة: من خلال الاستعداد للصادرات القانونية والمرحلية عبر العراق وإسرائيل أو الموانئ الساحلية المعاد تأهليها، فضلًا عن التكامل مع الدول المجاورة في البنية التحتية للطاقة، مثل شبكات الكهرباء المشتركة، وخطوط أنابيب الغاز والنفط، كأداة لتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية.
دمشق تدرس الخطة
مقدّم الخطة، الرئيس التنفيذي لشركة “أرغنت” للغاز الطبيعي المسال، جوناثان باس، قال إن الإدارة السورية تدرس تلك الخطة، والذي سبق له أن اجتمع بالرئيس السوري، أحمد الشرع لأربع ساعات، وفي زيارة منفصلة التقى بوزير الطاقة السوري، محمد البشير.
وفق ما ذكر التقرير، تسعى شركة “SyriUs Energy” المزمع إنشاؤها إلى إعادة تصنيف سوريا على الخارطة العالمية من خلال برنامج وطني يحمل شعار “سوريا أولًا” (Syria First Energy Reconstruction Program). تهدف هذه الحملة إلى ضمان سلامة وأمن قطاع الطاقة، وبناء الثقة الوطنية بين السوريين، مع تعزيز الاطمئنان عبر تبني نهج يرتكز على مصلحة سوريا أولًا، تحت شعار “اجعل سوريا عظيمة مرة أخرى (على غرار شعار ترامب الخاص بالولايات المتحدة)”.
تركز الخطة على تعبئة المهندسين والعمال السوريين للمساهمة في رفع مستوى المعيشة، مع إعلان الاستعداد الدولي لإعادة الانخراط والتنمية المنظمة التي تحقق ربحية مستدامة على المدى الطويل. كما تعطي أولوية للمنافع المحلية في المقام الأول، تليها التصدير الإقليمي، وأخيرًا التصدير الدولي، مع الحرص على إعادة بناء ثقة الجمهور في إدارة الموارد الوطنية والأرباح المخصصة لخدمة الشعب السوري، وفق ما جاء في التقرير.
جوناثان باس قال لـ”CNBC عربية”، إن نجاح المشروع يعتمد بشكل كبير على إشراك البنوك والمؤسسات المالية في التمويل، موضحًا “إذا لم يتمكنوا من إشراك البنوك، فسوف يقتصر الدعم في أفضل الأحوال على دول خليجية مثل قطر والإمارات”.
باس قال إنه في السيناريو الأسوأ إذا لم تتمكن سوريا من تأمين التمويل البنكي الدولي، فستضطر للتعامل مع شركات نفط “مغامرة” وغير موثوقة (مستثمرون متهورون يدخلون السوق بشكل عشوائي وبلا استراتيجيات طويلة الأمد، ويهدفون إلى الربح السريع)، وفق تعبيره.
جوناثان باس أوضح أن شركات الطاقة الأميركية بحاجة إلى أن تكون قادرة على الاستثمار، مردفًا “لكن هذه استثمارات كبيرة ولن تتم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز 6 أشهر، لذا يجب أن تكون الأصول قابلة للتمويل المصرفي”.
“يمكن جلب المقاولين، لكن يبقى السؤال: من سيدفع التكاليف؟ الأجهزة والمعدات تحتاج من 6 إلى 24 شهرًا للبناء، ولا يمكن المضي قدمًا في الالتزامات دون وجود تمويل مالي مؤكد”.
وفق ما ختم به مقدّم الخطة الأمريكية لتطوير قطاع الطاقة في سوريا.