بثت وزارة الداخلية اعترافات المتورطين في مجزرة الحولة المروعة، في مواجهة مؤثرة مع بعض أهالي الضحايا. المجزرة التي هزت العالم بدوافعها "الطائفية"، تعود إلى الواجهة بعد أكثر من عقد.
وكانت قيادة الأمن الداخلي في محافظة حمص قد أعلنت قبل أيام عن إلقاء القبض على عدد من المتورطين في هذه الجريمة البشعة التي وقعت في 25 أيار/مايو 2012 في ريف حمص الشمالي.
وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، راح ضحية المجزرة 108 أشخاص، من بينهم 34 امرأة و49 طفلاً. قُتل معظمهم بوحشية باستخدام الفؤوس والسكاكين والبنادق، بينما تشير الأدلة إلى أن نسبة صغيرة من الوفيات نجمت عن قذائف المدفعية والدبابات التي استُخدمت ضد تلدو.
في الاعترافات المصورة، أشار "علي محمد الحسين"، أحد المتورطين، إلى مكان وقوع الجريمة قائلاً: "عائلة كاملة قتلت هنا، أغلبهم أطفال ونساء". كما ظهر "منير عبد اللطيف العلي" من قرية الحبصة، ليشير إلى أحد المنازل قائلاً: "هناك ثلاثة أشخاص قتلوا هنا: مسن وشاب وطفلة". وعندما سُئل عن الجهة التي تحقق معه، أجاب ببرود: "قلة دين".
وفي مشهد آخر، ظهر محمد السيد، أحد الناجين من المجزرة، داخل منزله المدمر، وخلفه المتورط "أسد خضر العبود". روى السيد كيف أن الشبيحة قتلوا والدته، ثم أطلقوا النار على شقيقته رشا (5 سنوات) بعد أن توسلت إليهم قائلة: "لا تقتلنا، نحن نخاف ونتوجع".
وأضاف السيد أن العبود عاد وأطلق النار على شقيقه علي، الناجي الوحيد الآخر من المجزرة، لكنه لم يمت وكان شاهدًا على الفظائع التي ارتُكبت.
وكشف السيد أن عصابة حسين النعمان وعصابة شجاع العلي هما المتورطتان الرئيسيتان في المجزرة.
ناجية أخرى روت تفاصيل مروعة، قائلة إن شقيق زوجها فتح باب منزله للطرق، فأطلقوا النار على يده. وعندما ركض ابنه نحوه، أطلقوا النار عليه أيضًا. واستفاقت ابنته (8 سنوات) على صوت الرصاص، فهرعت إلى مكان الحادث، فسارع أحد الجناة إلى إطلاق رصاصة في قلبها.
وتابعت الناجية أن القتلة أمسكوا بابن شقيق زوجها وأطلقوا الرصاص على عينيه، ثم أقدموا على إحراق المنزل بالكامل. وأشارت إلى أن الجثث بقيت تحت درج المنزل لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتمكن أشخاص من نقلها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل