سرطان البروستات هو أحد أنواع السرطان بطيئة الانتشار، خاصة في مراحله المبكرة. وقد أُعلن مؤخرًا عن إصابة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بسرطان البروستات في مراحله المتقدمة، مع انتشار المرض إلى العظام. وقد أشار الرئيس السابق دونالد ترامب إلى أن تشخيص إصابة بايدن كان معروفًا منذ سنوات، معربًا عن استغرابه لعدم إبلاغ الناس بذلك.
يؤكد الدكتور مارون صادق، طبيب أمراض الدم والأورام، أن سرطان البروستات يعتبر من الأنواع البطيئة التطور والانتشار، خاصة في السنوات الأولى. وحتى في المراحل المتقدمة، يبقى انتشاره بطيئًا نسبيًا.
مراحل تطور سرطان البروستات
سرطان البروستات هو الأكثر شيوعًا بين الرجال في لبنان والعالم. وتكمن صعوبته في عدم ظهور أعراض في المراحل المبكرة، بل يتطور بصمت حتى يبلغ مراحل متقدمة. قد تظهر أعراض مرتبطة بالمسالك البولية، ولكن نادرًا ما يتم الربط بينها وبين الإصابة بسرطان البروستات، وغالبًا ما تُعتبر مرتبطة بتضخم البروستات.
الوسيلة الوحيدة للكشف المبكر هي إجراء فحص PSA بانتظام ابتداءً من عمر 50 سنة، حتى في غياب الأعراض.
العوامل التي يمكن أن تسهم في الإصابة
لا توجد عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان البروستات، ولكن يمكن لأي رجل بعد سن الخمسين أن يصاب به، مما يستدعي إجراء الفحص بانتظام.
فحص PSA هو فحص دم بسيط وغير مكلف يجرى مرة في السنة. ويشدد الدكتور صادق على أهمية التوعية بأهمية هذا الفحص، مشيرًا إلى أن ارتفاع مستويات PSA لا يعني دائمًا وجود سرطان، بل قد يكون ناتجًا عن التهابات. وفي حال استمرار الارتفاع، يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي والخزعة لتحديد مدى انتشار المرض.
في معظم الحالات، يمكن حصر السرطان ومنع انتشاره بفضل الكشف المبكر.
هل العلاج ضروري في كل الحالات؟
الترقب ومراقبة الورم عادة ما يتبعان لكبار السن أو لمن لا يتحمل العلاج، ولكن ليس لمن هم أصغر سناً. في كل الحالات، يتم اتباع علاج ADT الذي يساعد على خفض الهرمونات، وهو مشابه لعلاج الهرمونات لسرطان الثدي لدى النساء.
الجراحة الروبوتية قد تكون وسيلة علاج فعالة ومتطورة، إلى جانب حلول علاجية أخرى متاحة بحسب كل حالة، بما يضمن تعافي المريض، خاصة إذا تم الكشف عن المرض في مراحل مبكرة. وقد يكون من الممكن اللجوء إلى العلاج بالأشعة والهرمونات والجراحة.
ماذا في حال التأخر في التشخيص؟
حتى في المراحل المتقدمة، لم يعد الوضع ميؤوسًا منه كما كان في السابق. العلاجات الموجهة الفعالة أصبحت أساسية، وأصبح للعلاج الكيماوي دور ضئيل في حالات معينة فقط. في معظم الحالات، يتم التركيز على العلاجات الموجهة التي أظهرت فاعلية عالية، ويمكن للمريض تلقيها في المنزل وهي مؤمنة من قبل وزارة الصحة العامة في لبنان.
تسمح هذه العلاجات بتوفير جودة حياة للمريض لسنوات دون التعرض للآثار الجانبية المزعجة للعلاج الكيماوي.