في خطوة استراتيجية هامة، يبرز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة كحل للتحديات الاقتصادية والصناعية التي تواجه سوريا. مبادرة قطر لنقل الغاز إلى سوريا عبر الأردن تمثل بارقة أمل لتأمين احتياجات سوريا من الطاقة، وتنشيط الاقتصاد المتضرر.
قطر، بما تملكه من احتياطيات هائلة من الغاز، والأردن، بموقعه الجغرافي الاستراتيجي، يلعبان دورًا حيويًا في تلبية احتياجات سوريا الملحة للطاقة، في ظل النقص الحاد الذي تعانيه نتيجة الأوضاع الأمنية والعقوبات.
الأردن يستفيد من موقعه كدولة عبور رئيسية، والبنية التحتية لخط الغاز العربي، لتعزيز مكانته الجيوسياسية في مشاريع الطاقة الإقليمية. هذه الخطوة تعزز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، خاصة في قطاع الطاقة.
المبادرة القطرية، التي أُطلقت في مارس الماضي، تهدف إلى المساهمة في توليد الطاقة الكهربائية في سوريا، وذلك بموجب اتفاقية بين صندوق قطر للتنمية ووزارة الطاقة الأردنية، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
زيارة وزير الخارجية السوري إلى قطر تعكس التوجه المشترك نحو تعزيز التنسيق الثنائي، خاصة في مجال الطاقة، حيث تم الاتفاق على توريد الغاز القطري إلى سوريا عبر الأردن، وتعزيز التعاون في مجالي النفط والغاز.
وزير الطاقة الأردني أكد أن الاتفاقية تهدف إلى تزويد السوريين بجزء من احتياجاتهم من الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية، مشددًا على أنها "مساعدة للأشقاء في سوريا" وليست مجرد عقد تجاري.
الخبير في مجال الطاقة، الدكتور عامر الشوبكي، أوضح أن المنحة القطرية تهدف إلى توفير المزيد من الخدمات للمواطنين السوريين، وأن الأردن يمتلك بنية تحتية متقدمة، مثل محطة التغويز العائمة في العقبة، التي ستساهم في ضخ الغاز إلى سوريا.
الاتفاقية ستعود بفوائد ملموسة على الدول الثلاث: سوريا ستحصل على الغاز لتوليد الكهرباء، الأردن سيستفيد من رسوم العبور واستثمار البنية التحتية، وقطر ستعزز مكانتها الإقليمية كمورد رئيسي للطاقة.
الخبير الاقتصادي الأردني، حسام عايش، أكد أن الأردن يمتلك القدرة الفنية واللوجستية اللازمة لاستقبال وتخزين الغاز، وأن المملكة ستجني مكاسب اقتصادية واجتماعية واستراتيجية من خلال مرور الغاز القطري عبر أراضيها.
سيتم توزيع الكهرباء المنتجة عبر الغاز القطري على عدة مناطق سورية، مما يسهم في تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز استقرار المجتمعات المتضررة.
