يثير سؤال "أين كنتم منذ 14 عامًا؟" استياء الكثير من السوريين، ويتعرض له الصحفيون بشكل خاص. يستهجن طلال ماضي هذا السؤال الذي يطرحه البعض، خاصةً أولئك الذين لا يمتلكون سجلًا حافلًا في العمل الإعلامي أو النضال ضد السلطة.
يروي ماضي كيف واجه شخصًا سأله هذا السؤال، فما كان منه إلا أن طلب من الذكاء الاصطناعي وغوغل تحليلًا لاسم السائل وتقصي تاريخه. تبين أن هذا الشخص ناشط في الكلام العام و"موظف" في التشكيك بمواقف الآخرين عبر تعليقات مستفزة على فيسبوك.
يرد ماضي على من يسأل عن دور الصحفيين خلال تلك الفترة، موضحًا أنهم كانوا مقيدين برقابة صارمة، وملاحقين على آرائهم وتعليقاتهم، ومعاقبين على كل كلمة. حتى أن الحصول على موافقة للعمل في وسيلة إعلامية أخرى كان أمرًا صعبًا، وكانت "الجريمة المعلوماتية" سيفًا مسلطًا على رقابهم.
ويضيف أن الشعب السوري عانى خلال تلك السنوات من طوابير لا تنتهي، من طابور الدولار إلى طابير البصل والكاز والبنزين والسكر والأرز والبرغل والغاز، وصولًا إلى طابور الجوع والفقر والذل والخوف والقهر. كما عاش السوريون على وقع الفقدان والقصف والتهجير.
ويختتم ماضي بنصيحة لمن يطرح هذا السؤال، بأن يبحث عن تاريخه ومواقفه أولًا، وأن يحلل كتاباته قبل أن يتجرأ على سؤال الآخرين. فكل صحفي له تاريخ يشهد له الذكاء الإلكتروني، ويسألكم فردًا فردًا: أين كنتم؟ وأين كان أزلامكم؟
وينصح ماضي بالتخلي عن هذا السؤال لتجنب كشف مواقفكم.
(اخبار سوريا الوطن 2- (A2Zsyria)
