السبت, 28 يونيو 2025 05:46 AM

واشنطن تسعى لتسوية الملفات المعلقة بين لبنان وسوريا: اللاجئون والحدود في صدارة الأولويات

واشنطن تسعى لتسوية الملفات المعلقة بين لبنان وسوريا: اللاجئون والحدود في صدارة الأولويات

تأمل لبنان في تسوية مجموعة من الملفات مع السلطات السورية الجديدة، بعد أن عرقل النظام السابق حلها لسنوات طويلة. وتشمل هذه الملفات عودة اللاجئين وترسيم الحدود وضبطها. إلا أن الأحداث المتسارعة في البلدين والمنطقة أعادت خلط الأوراق والأولويات.

لم يتم تحديد موعد رسمي لزيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بيروت، والتي كان من المتوقع أن تتم نهاية الشهر الحالي. وتعتبر هذه الزيارة مهمة لتنشيط التواصل السياسي والدبلوماسي بين البلدين، بعدما سلك التواصل الأمني طريقه بالفعل. وأشارت مصادر دبلوماسية لبنانية إلى أن الحكومة ووزارة الخارجية لم تتبلغا بموعد محدد للزيارة، معتبرة أن التطورات الأمنية في سوريا، بما في ذلك تفجير الكنيسة في دمشق، بالإضافة إلى الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، استدعت ترتيبات جديدة.

واستبعدت المصادر حل أي من الملفات العالقة، وعلى رأسها إعادة النازحين وترسيم الحدود، قبل انتهاء النظام السوري في دمشق من حل ملفاته الداخلية.

دعم أمريكي

تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز العلاقات اللبنانية-السورية، وهو ما أكده الموفد الأميركي توم برّاك خلال زيارته الأخيرة لبيروت ولقائه المسؤولين اللبنانيين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية جوزيف عون. واستفسر برّاك عن التفاصيل التي تعيق تقدم العمل على عدد من الملفات المشتركة، ومن أبرزها ترسيم الحدود البرية والبحرية. وقد سمع من الجانب اللبناني تركيزاً على ضرورة حل ملف اللاجئين السوريين.

الملفات العالقة

تعدد الدبلوماسية السابقة في الأمم المتحدة بريجيت خير الملفات العالقة بين البلدين، والتي تحتاج إلى حسم، وتشمل: ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا لضمان حق لبنان في البترول والغاز، وملف اللاجئين السوريين، وملف المفقودين اللبنانيين في سوريا، ومصير المجلس اللبناني السوري الأعلى والمعاهدات التي تصب لمصلحة سوريا، بالإضافة إلى مسألة ودائع السوريين في المصارف اللبنانية والتعويضات التي يفترض أن يطالب بها لبنان نتيجة الحرب والهيمنة السورية على لبنان.

الحلول معلقة

لا تتوقع السياسية السورية-الأميركية مرح البقاعي حلولاً قريبة للملفات العالقة بين البلدين، معتبرة أنه من الصعب في الوقت الراهن عودة اللاجئين السوريين من لبنان، لأن الأوضاع في سوريا لم تستقر بعد. كما أن عملية إعادة الإعمار لم تبدأ فعلياً حتى الآن، وهذا التأخر يرتبط بعدم رفع العقوبات بشكل كامل عن سوريا. وترى مرح البقاعي أن مسألة ترسيم الحدود مؤجلة أيضاً إلى حين استقرار الوضع في الشرق الأوسط، خصوصاً مع استمرار الحروب المتنقلة، وآخرها الحرب بين إسرائيل وإيران. وتضيف أن الشرق الأوسط الجديد سيكون مختلفاً جذرياً عن المشهد الحالي، وهذا ما أشار إليه توم برّاك في عدة مناسبات.

ضبط الحدود أولوية أميركية

تراقب بيروت عن كثب تطور العلاقات السورية-الأميركية ودعوات واشنطن المتكررة لـ«التعلم والاستفادة» من تجربة الرئيس السوري أحمد الشرع. ويوضح مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أن الاهتمام الأميركي ينصب راهناً على ضبط الحدود مع سوريا، معتبراً أن هذا الأمر جزء أساسي من اتفاق وقف إطلاق النار لأنه يمنع تهريب الأسلحة إلى لبنان ويضع حداً لكل ما هو مرتبط بالاقتصاد النقدي، وهذا يتطلب حسم مسألة حصرية السلاح.

مشاركة المقال: