السبت, 28 يونيو 2025 01:38 AM

السيستاني يجدد مطالبته بحصر السلاح بيد الدولة العراقية وسط تصاعد التوترات الإقليمية

السيستاني يجدد مطالبته بحصر السلاح بيد الدولة العراقية وسط تصاعد التوترات الإقليمية

جددت مرجعية علي السيستاني في النجف بالعراق دعوتها إلى "حصر السلاح بيد الدولة"، وذلك في أول موقف لها بعد إعلان وقف النار بين إيران وإسرائيل، وهو التصعيد الذي كاد أن يجر فصائل عراقية إلى الانخراط فيه. وأكد ممثل السيستاني في كربلاء، مساء الخميس، أن "العراق ليس بمنأى عن الأحداث التي تمر بها المنطقة، بعد معركة بين جبهة الحق والعدالة وجبهة الظلم والطغيان"، مشيراً إلى أن "الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة بالغة الخطورة".

وتابع رجل الدين عبد المهدي الكربلائي: "الشعب العراقي ليس بمنأى عن تداعيات الصراع القائم في المنطقة، وعلى العراقيين التسلح بالوعي والبصيرة، وندعو إلى بناء البلد على أسس صحيحة". وخاطب الكربلائي المسؤولين الحكوميين والسياسيين قائلاً: "اتقوا الله وراعوا مصلحة البلد والشعب، ويجب الحفاظ على المكتسبات بكل قوة وعدم الرجوع إلى الوراء رغم الإخفاقات والسلبيات المتراكمة". وشدد ممثل السيستاني على ضرورة "تصحيح المسار وتدارك ما فات، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها"، داعياً إلى "حصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد".

جاءت دعوة حصر السلاح بيد الدولة بعد نحو 9 سنوات على آخر خطبة للمرجعية قبل أن تغلق أبوابها أمام السياسيين العراقيين، كما أنها المرة الثانية التي تبادر فيها لإعلان موقف واضح خلال الحرب بين إسرائيل وإيران. وكان مكتب السيستاني قد حذر من تداعيات خطيرة يمكن أن يترتب عليها استهداف المرشد الإيراني علي خامنئي.

وبشأن دعوة حصر السلاح، عدَّ الباحث في الشأن السياسي غالب الدعمي أن "موقف المرجعية الأخير يرتقي إلى الفتوى حيث إن ممثلها عبد المهدي الكربلائي أكد على تسليم السلاح ومكافحة الفساد وإدراك المخاطر". وقال الدعمي لـ«الشرق الأوسط»، إن "دعوة المرجعية إلى حصر السلاح تؤشر إلى أن وضع المنطقة خطير ويقترب من ذروة الصراع".

في غضون ذلك، عدَّ مقربون من الحكومة أنها نجحت في تجاوز تداعيات الحرب. وقال المستشار الحكومي إبراهيم الصميدعي، في لقاء متلفز، إنه تواصل خلال الحرب مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني و"أبلغه التزام الفصائل المسلحة بتوجيهات الدولة". وقال الصميدعي: "خطاب الفصائل ركّز على عدم جدوى التدخل بالنظر إلى قوة طرفي الحرب"، وأكد أن "العراق نجا للمرة الثالثة أو الرابعة بفضل الحكمة والإدارة".

وأشار الصميدعي إلى أن "النأي بالنفس عن الحرب لا يعني تنازل بغداد عن المواقف المبدئية في إدانة العدوان والتنديد بإرسال رسائل إلى المنظمات الدولية". وكان رئيس الحكومة العراقية قد دافع عن أداء السلطات المعنية خلال الحرب بين إيران وإسرائيل، مشدداً على أنها "لن تتهاون مع أي عمل داخلي أو خارجي كان ليضر بأمن البلاد".

كانت الحكومة وأحزاب حاكمة استنكرت "الهجمات الإسرائيلية ضد إيران"، فيما لوحت فصائل باستهداف مصالح أميركية في حال تدخلت واشنطن في الحرب، وهو ما حدث بالفعل عبر مهاجمة منشآت نووية إيرانية، دون أن تظهر الجماعات العراقية رد الفعل الذي لوحت به.

مشاركة المقال: