الأربعاء, 25 يونيو 2025 06:12 PM

معبر سيمالكا: منع مئات السوريين من العودة إلى وطنهم يثير أزمة إنسانية

معبر سيمالكا: منع مئات السوريين من العودة إلى وطنهم يثير أزمة إنسانية

في مشهد يعكس الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في شمال شرق سوريا، منعت سلطات "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مئات السوريين، غالبيتهم من غير الأكراد، من الدخول إلى وطنهم عبر معبر "سيمالكا" الحدودي الذي يربط إقليم كردستان العراق بمحافظة الحسكة.

القرار، الذي عُلل لاحقًا بأنه "سوء تنسيق"، اتُخذ في وقت كانت فيه حكومة الإقليم قد استجابت لنداءات إنسانية وسهلت عودة هؤلاء الأشخاص بعد معاناة طويلة. كان هؤلاء المواطنون، الذين قضوا شهورًا أو ربما سنوات في كردستان، يعانون من انتهاء صلاحية إقاماتهم وتراكم الغرامات المالية عليهم، بالإضافة إلى عدم امتلاك البعض منهم تكاليف تذاكر العودة.

بعد تدخل الإعلامي "قتيبة ياسين"، تمكن من إقناع حكومة الإقليم بإعفاء العائدين من الرسوم وتأمين تذاكر سفرهم. لكن المفاجأة كانت عند معبر سيمالكا السوري، حيث مُنعوا من العبور وسُمح فقط للأكراد بالدخول.

لم تكن قصة منع العبور مجرد حالة فردية، فهناك سيدة حامل في شهرها الأخير وأخرى تحمل طفلها، بالإضافة إلى عشرات آخرين تحدثوا عن الطرد والإذلال والعجز عن العودة أو البقاء. قانونيًا، هم "خرجوا" من العراق، لكن سوريا أغلقت الباب في وجوههم.

في محاولة لتدارك الأزمة، أوضح قتيبة ياسين أنه تواصل مع إدارة معبر سيمالكا، التي وعدت بالسماح بدخول جميع السوريين بدءًا من اليوم التالي، دون تمييز عرقي أو طائفي، مؤكدة أن ما حدث كان نتيجة سوء تنسيق مع الجانب العراقي.

من جهته، تواصل الإعلامي قتيبة ياسين مع إدارة معبر "سيمالكا"، التي أكدت أن ما جرى كان نتيجة "سوء تنسيق" مؤقت بين الجانبين العراقي والسوري، ووعدت بالسماح بدخول جميع السوريين، دون تمييز عرقي أو طائفي، بدءًا من اليوم التالي، مع تقديم تسهيلات لضمان عبور سلس وآمن.

في المقابل، حاولت الحكومة السورية التدخل عبر السفير السوري في العراق، مازن علوش، الذي رحب بعودة السوريين المقيمين في الإقليم، داعيًا إياهم إلى التوجه إلى معبر "البوكمال" الخاضع لإشراف الدولة السورية. وأكد أن الهيئة العامة للمنافذ على أتم الاستعداد لتقديم كافة التسهيلات للعائدين.

لكن هذه الدعوة أثارت تساؤلات حول كيفية وصول هؤلاء العالقين إلى "البوكمال" إذا كانت إقاماتهم في أربيل غير معترف بها في بغداد، وهل يُعقل أن يتنقل المواطن في بلده كما لو كان يعبر بين دولتين؟ كتب أحد المعلقين: "العراق اليوم مقسم فعليًا، لا يمكننا اجتياز أراضيه بحرية".

في ظل هذه الفوضى، ارتفعت الأصوات مطالبة بتنسيق حقيقي وشامل بين دمشق وبغداد وأربيل لضمان عبور إنساني وآمن للسوريين العائدين. كما تساءل الكثيرون عن موقف الحكومة السورية من أهالي منطقة الجزيرة، وهل باتت الشرعية تُمنح لمليشيات الأمر الواقع، في حين يُترك المواطنون ضحية للصمت والتجاهل؟ زمان الوصل

مشاركة المقال: