الأربعاء, 25 يونيو 2025 09:33 PM

هل تلوح في الأفق اتفاقيات أبراهام لسوريا؟ الكشف عن حوارات سرية ومفاوضات محتملة

هل تلوح في الأفق اتفاقيات أبراهام لسوريا؟ الكشف عن حوارات سرية ومفاوضات محتملة

ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، يقود حوارًا مباشرًا بين الحكومة السورية وإسرائيل، مما يفتح الباب أمام احتمال انضمام سوريا إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ "أبراهام".

ووفقًا لما نشرته الصحيفة يوم الثلاثاء 24 من حزيران، صرح هنغبي في اجتماع سري لأعضاء الكنيست بأن سوريا ولبنان مرشحتان للانضمام إلى هذه الاتفاقيات. وأضاف أن الحوار مع سوريا يجري على جميع المستويات، بما في ذلك مع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وليس بشكل غير مباشر كما كان يُعتقد.

أكد هنغبي خلال الاجتماع الذي عُقد في 22 من حزيران، أنه يتولى شخصيًا إدارة الحوار فيما يتعلق بالتنسيق الأمني والسياسي. وحول الانسحاب من المنطقة العازلة مع سوريا، قال: "إذا كان هناك تطبيع، فسندرس الأمور".

لم يؤكد هنغبي أو ينفِ التسريبات التي نشرتها "إسرائيل هيوم"، واكتفى بالقول للصحيفة نفسها: "لا أعلق على التسريبات الصادرة عن اللجنة، ومن المخجل أننا لا نستطيع التحدث بحرية، وهذا سيُضعف موقفها أكثر فأكثر".

ونقلت الصحيفة عن عضو الكنيست ميراف ميخائي قولها إنه ينبغي استغلال العملية في إيران لإبرام اتفاقيات سلام وتطبيع مع دول المنطقة، وكذلك لإضعاف المحور الإيراني سياسيًا. وردًا على ذلك، قال هنغبي لأعضاء الكنيست إن إسرائيل وسوريا لديهما العديد من القواسم المشتركة، بما في ذلك مع إيران.

تسريبات

توالت التسريبات حول مسارات لمفاوضات واتفاقيات أمنية، بعضها يجري عبر وسطاء، والآخر بشكل مباشر بين شخصيات حكومية سورية وإسرائيلية.

وفي 27 من أيار الماضي، ذكرت وكالة "رويترز" أن مسؤولين سوريين وإسرائيليين اجتمعوا وجهًا لوجه بهدف تهدئة التوترات الأمنية ومنع الصراع على الحدود جنوبي سوريا. ونقلت "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة أن الاتصالات مع إسرائيل جرت بقيادة المسؤول الأمني أحمد الدالاتي، الذي كان حينها محافظًا للقنيطرة، ثم عُين مسؤولًا عن الأمن في محافظة السويداء.

لم تتمكن "رويترز" من تحديد هوية المشاركين من الجانب الإسرائيلي، إلا أن اثنين من المصادر أشارا إلى أنهما مسؤولان أمنيان. من جانبه، نفى الدالاتي مشاركته في جلسات تفاوضية "مباشرة" مع إسرائيل، مؤكدًا أن موقف سوريا "ثابت وواضح" حيال التفاوض مع الجانب الإسرائيلي، وأن الحكومة السورية تواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي سوريا.

وكان الرئيس السوري، الشرع، قد أشار في لقائه نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 7 من أيار الماضي، إلى مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء لتخفيض التصعيد بين سوريا وإسرائيل، دون تسمية الوسيط. وسبق أن ذكرت "رويترز" أن الإمارات أنشأت قناة تواصل غير معلنة بين سوريا وإسرائيل، بالتزامن مع مساعي القيادة السورية الجديدة للحصول على دعم إقليمي لإدارة العلاقة المتوترة مع تل أبيب. كما تجري مفاوضات في العاصمة الأذرية باكو في السياق ذاته.

بدعم أمريكي

تتزايد المؤشرات على انخراط سوريا في مفاوضات الدول العربية مع إسرائيل بشأن الانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"، بعد تصريحات علنية من مسؤولين أمريكيين. ومن أبرز هذه المؤشرات ما ألمح إليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منتصف أيار الماضي، بعد قراره برفع العقوبات عن سوريا ولقائه الشرع، حيث قال إن سوريا ستنضم في نهاية المطاف إلى اتفاقيات "أبراهام"، مشيرًا إلى أن الشرع أبدى موافقة مبدئية. وربط ترامب دخول سوريا بالاتفاقيات باستقرار الوضع في البلاد وتنظيم البيت الداخلي، وفقًا لوسائل إعلام أمريكية.

ما اتفاقيات "أبراهام"؟

تهدف اتفاقيات "أبراهام" إلى ترسيخ معاني التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بما يخدم تعزيز ثقافة السلام. وقد استُخدم هذا المصطلح لأول مرة خلال توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل برعاية أمريكية، وينسب إلى النبي إبراهيم، في دلالة على ما يجمع الديانات السماوية الثلاث.

وُقعت اتفاقيات "أبراهام" أول مرة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض في 15 من أيلول 2020، بحضور الرئيس الأمريكي ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني. وفي 23 من تشرين الأول 2020، أعلن ترامب عن تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل، وجاء ذلك عبر بيان ثلاثي أمريكي- إسرائيلي- سوداني. وفي 10 من كانون الأول 2020، أعلن ترامب عن توقيع اتفاقية سلام بين المغرب العربي وإسرائيل.

وكانت أول اتفاقية سلام لدولة عربية مع إسرائيل قد وقعتها مصر بعد معاهدة "كامب ديفيد" عام 1979، ثم وقع الأردن ما يعرف بمعاهدة "وادي عربة" عام 1994.

خطوات في مسار انضمام سوريا لاتفاقيات “أبراهام”
مشاركة المقال: