توقعات الطقس في سوريا لصيف 2025: ارتفاع في الحرارة ورطوبة عالية
مع اقتراب نهاية شهر أيار وبداية حزيران، يتساءل السوريون عن طبيعة فصل الصيف المقبل، وما إذا كان سيشهد جفافًا مماثلًا للشتاء الماضي. رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاوييش، صرح لعنب بلدي بأنه من المتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي خلال أشهر حزيران وتموز وآب. ومع ذلك، لا يتوقع جاوييش تسجيل درجات حرارة استثنائية أو موجات حر شديدة، حيث من المتوقع أن تتشكل "القبة الحرارية" فوق وسط أوروبا، مما يجعلها بعيدة نسبيًا عن منطقة الشرق المتوسط.
وأضاف جاوييش أنه سيتم ملاحظة ارتفاع في درجات الحرارة، ولكنه لن يكون "استثنائيًا"، أي أعلى من المعدل بدرجتين أو ثلاث درجات. وفي دمشق ومعظم المناطق الداخلية، حيث يبلغ المعدل الطبيعي للحرارة 36 درجة، من المتوقع أن يصل المعدل إلى 40 درجة. ولن يشهد الصيف درجات حرارة استثنائية كالتي سجلت في السنوات السابقة (43 أو 44 درجة)، ولكنه سيتميز بنسبة رطوبة عالية. اعتبارًا من بداية شهر حزيران، سيبدأ مركز التنبؤ بإصدار نشرات حول درجات الحرارة المتوقعة والمحسوسة، ومع وجود الرطوبة، من المتوقع أن تكون الحرارة المحسوسة أعلى، وفقًا لشادي جاوييش.
شتاء 2024/2025 "استثنائي"
أكد رئيس مركز التنبؤ المركزي أن شتاء 2025/2026 لن يكون جافًا كالشتاء الماضي، الذي وصفه بأنه "استثنائي" ولم تشهده سوريا منذ 50 عامًا، ومن غير المرجح أن يتكرر على المدى القصير. لم تتجاوز نسبة هطول الأمطار في الشتاء الماضي 30% في المناطق الداخلية، بينما وصلت إلى 80% في المحطات الساحلية، مما يجعل الشتاء الماضي حالة "شاذة".
التغيرات المناخية وتأثيرها على سوريا
تشهد سوريا تغيرات مناخية منذ حوالي عشر سنوات، بما في ذلك تغير في نمط وتوزيع وشدة الهطول المطري، بالإضافة إلى تغيرات في عدد حالات الموجات الحارة في فصل الصيف، بحسب جاوييش. شهدت السنتان الماضيتان موجات حر في فصل الربيع، وتحديدًا في شهر أيار، والتي تتسبب في أضرار للمحاصيل الزراعية أكثر من موجات الحر التي تحدث في فصل الصيف. وأوضح جاوييش أن آثار التغيرات المناخية قد ازدادت خلال الفترة الأخيرة، ومن المتوقع أن تزداد في المستقبل. ولا تقتصر هذه التغيرات على أنماط الهطول والجفاف فقط، بل يمكن أن تشمل هطولات فيضانية، حيث أن الهطول الغزير المؤدي إلى الفيضانات يسبب أضرارًا في التربة والممتلكات العامة وحتى خسائر بشرية.
تلعب التغيرات المناخية دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات محصول القمح السوري. فبالإضافة إلى تحديات الحرب وتراجع الموارد، أدى تناقص معدلات الهطول المطري وعدم استقراره إلى سنوات جفاف قاسية، كانت بمثابة نقاط انهيار في الإنتاج، كما في سنوات 2018 و2021 و2022. في المقابل، شهدت سنوات تحسن فيها الهطول المطري بعض التحسن في الإنتاج، كما في عامي 2020 و2023. ورغم أن المعدل التقديري للهطول في عام 2025 لم يتراجع كثيرًا عن عام 2024، فإن تأخر الهطول نهاية عام 2024، وتقطعه هذا العام، أدى إلى تأثر المزروعات البعلية وقلق الفلاحين. يقدر المعدل الوسطي للهطول في سوريا بين 300 و350 ملمترًا سنويًا، أما هذا العام فالتقديرات في أفضل الأحوال تصل إلى 210 ملمترات.