الأربعاء, 30 أبريل 2025 11:31 AM

من التأييد المطلق إلى المعارضة الشرسة: ما هي تحولات الشيخ حكمت الهجري وموقفه من مستقبل السويداء؟

من التأييد المطلق إلى المعارضة الشرسة: ما هي تحولات الشيخ حكمت الهجري وموقفه من مستقبل السويداء؟

تحولات في مواقف الشيخ حكمت الهجري: من الولاء للنظام إلى معارضة الإدارة الجديدة في سوريا

بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، برز الشيخ حكمت الهجري، رئيس الرئاسة الروحية للموحدين المسلمين الدروز، كشخصية محورية في محافظة السويداء. وبينما تأخر في إعلان معارضته الصريحة لبشار الأسد، سرعان ما اتخذ موقفاً معارضاً وهجومياً تجاه الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، مما جعله لاعباً أساسياً في أي معادلة سياسية تتعلق بالسويداء والدروز.

في منتصف آذار/ مارس الماضي، صرح الهجري بـ "لا وفاق ولا توافق مع الحكومة الموجودة في دمشق"، واصفاً إياها بأنها "حكومة متطرفة بكل معنى الكلمة، ومطلوبة للعدالة الدولية". وأضاف: "نحن في مرحلة كن أو لا تكون، نعمل لمصلحتنا كطائفة وكل طائفة غنية برجالها وكوادرها".

منذ توليه مشيخة العقل في عام 2012، شهدت مواقف الهجري تقلبات كبيرة، بدءاً من التأييد المطلق لبشار الأسد والدعوة إلى انضمام أبناء السويداء لقوات النظام، وصولاً إلى تأييد الحراك الشعبي في السويداء ضد نظام الأسد، وأخيراً معارضته للحكومة الجديدة. فمن هو الهجري، وما هي دوافعه وطموحاته وتأثيره على دروز سوريا؟

من هو الشيخ حكمت الهجري؟

الشيخ حكمت سلمان الهجري من مواليد 9 تموز/ يونيو 1965 في فنزويلا. عاد إلى سوريا وأكمل دراسته، وحصل على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق. بعد فترة عمل في فنزويلا، استقر في بلدته قنوات شمال شرق السويداء، حيث يقع مقر الرئاسة الروحية. تسلم منصب الرئاسة الروحية للموحدين الدروز خلفاً لشقيقه الشيخ أحمد.

تاريخ من الموالاة

في مجلس عزاء الشيخ أحمد، أشاد الشيخ حكمت بالأسد قائلاً: "حضرتك الأمل، أنت بشار الأمل، بشار الوطن، بشار العروبة والعرب". وفي آذار/ مارس 2013، أكد على "أهمية الوقوف صفاً واحداً مع الجيش السوري في مواجهته للمجموعات الإرهابية المسلحة".

لكن هذه المواقف لم تكن بمعزل عن المخابرات السورية، حيث ذكرت مصادر أن اجتماعاته وتصريحاته كانت تحت مراقبة أمنية. وفي آذار/ مارس 2015، دعا أبناء السويداء إلى التسلح والعمل تحت عباءة نظام الأسد، الأمر الذي رفضه الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة رجال الكرامة.

ومع تزايد الخلافات بين "رجال الكرامة" ومشيخة العقل، قدمت الأخيرة "تفويضاً" لرئيس فرع الأمن العسكري في السويداء للقضاء على "رجال الكرامة". ولسنوات تلت، لم يفوت الهجري فرصة للتأكيد على تأييده للنظام ودعوة الشبان في السويداء إلى الالتحاق بقوات النظام.

من مؤيد إلى معارض

في مطلع عام 2020، بدأ الهجري باتخاذ موقف مغاير، عندما دعا إلى وضع "خطة إنقاذ اقتصادية لكبح جماح الفاسدين". وفي نيسان/ أبريل من العام ذاته، أفادت تقارير بأنه رفض استمرار وجود بشار الأسد في السلطة خلال لقاء سري مع وفد عسكري روسي في السويداء.

لاحقاً، صارت مواقف الهجري تجاه نظام الأسد أكثر حدة ومباشرة، لاسيما بعد أن أعلن "النفير العام" ضد عصابة راجي فلحوط. وكذلك، أيد الحراك الشعبي الأخير في السويداء، الذي اندلعت شرارته في أواخر آب/ أغسطس 2023.

بعد حراك السويداء ضد الأسد عام 2023، قرر الهجري "القفز من مركب بشار الأسد والالتحاق بمركب الثورة السورية"، ومع سقوط النظام البائد "كان أول من قطف ثمار هذا النصر في السويداء".

سيادة المؤسسة الدينية

مع وصول الشيخ حكمت إلى سدة الرئاسة الروحية للطائفة، طفت إلى السطح الخلافات مع المرجعين الدينيين الشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي، مما أدى إلى انقسام الهيئة الروحية إلى هيئتين.

التطلع إلى مركز سياسي أو عسكري!

بعد سقوط الأسد، اتخذ الشيخ الهجري موقفاً معارضاً ضد الإدارة الجديدة، مستقوياً بالمجموعات العسكرية المحلية التي انضمت تحت عباءته. ويرى مراقبون أن الهجري يتطلع إلى مركز سياسي وعسكري، مستفيداً من الدعم الدولي المتذرع بحماية الأقليات.

مشاركة المقال: