الأربعاء, 30 أبريل 2025 09:53 AM

نداء إلى السوريين: لنتحد ضد نار الفتنة والدمار!

للأسف الشديد، نسمع اليوم خطابات تحريضية وكراهية متبادلة، تنذر بإشعال فتنة نرفضها جميعًا. يؤلمنا سماع شعارات مخجلة تعكس ضيق الأفق وغياب المنطق، بينما يوليها البعض اهتمامًا يطغى على العقل، ويوقظ الغرائز البدائية ورغبات الانتقام والقتل والتشفي. هذا يدفعنا نحو دائرة اقتتال واستنزاف، يحقق طموحات الحاقدين الذين يسعون لتحويل بلادنا إلى خراب.

السوريون اليوم أمام اختبار حقيقي: إما العودة إلى لغة العقل والحكمة واستذكار إرث المحبة والإخاء والمواطنة، أو مواجهة مصير مجهول يخدم قوى الشر والعدوان فقط. يجب أن نتوقف عن الاستماع إلى من نصبوا أنفسهم أوصياء علينا، وأن نحتكم إلى العقل والحكمة، وننبذ لغة الدمار وسفك الدماء.

لقد أصبحت "ظاهرة" استسهال انتقاد الدولة والتشكيك في كل شيء فيها سمةً لدى البعض، دون إدراك لمخاطر ذلك. دعوة للتوقف عن كل ما يسيء إلى نسيجنا الوطني، والمحافظة على ما يجمعنا ونبذ ما يفرقنا. إلى متى نبقى في دائرة التحشيد المقيت، رهينة الآراء الهدامة والأجندات الداخلية والخارجية، وصراعات تغذيها قوى الشر التي أفرزت "زعامات كرتونية" لا تملك سوى الشعارات؟ إذا استمررنا في الاستماع إليهم، سندمر كل مقدراتنا.

نحن محكومون بنظرة فاسدة تجعلنا نهاجم القيادة وسياساتها بسبب أو بدون سبب، متناسين أن أولويتها مصلحة البلد وأبنائه، ودورها المهم الذي بدأ يتجلى. نطالبها بما يفوق قدراتها أحيانًا، ونريدها قوية اقتصاديًا وسياسيًا، دون الاكتراث للتحديات التي تواجهها، ونطلب منها أن تحارب في كل مكان وكأنها العنوان الأوحد لتحرير الشعوب! بأيدينا نهدم سنوات من بناء دولة قوية، تحتاج اليوم إلى عزيمة أبنائها والتفكير في مصلحتهم العليا، بعيدًا عن الرومانسية وحالة التشرذم وحب الذات.

من المعيب أن يصل البعض إلى مرحلة عدم الاكتراث بتحويل بلدهم إلى مسرح للخراب والفوضى. يجب على السوريين أن يعلنوا عن أنفسهم، وأن يتوقفوا عن ممارسة السلبية تجاه وطنهم. النقد البناء للسياسات حالة صحية ترفع الوعي المجتمعي، لكن معاول الهدم وإعطاء الأولوية لأي شيء على حساب الوطن سيؤدي إلى تمييع الهوية الوطنية وتخريج أجيال غير مؤمنة بوطنها.

هناك فكر قاصر ينتشر بيننا، وهو بالتأكيد فكر غير وطني محكوم بثقافة رجعية. المطلوب نبذ هذا الفكر لمصلحة حالة جامعة ترفض الانقسام وبث السموم في عقول الناس واللعب على وتر العواطف التي كلفتنا الكثير.

الحذر الحذر أيها السوريون الأحباء! لنعمل بيد واحدة لبناء سورية الجديدة.

مشاركة المقال: