الأحد, 11 مايو 2025 03:58 AM

كاتب أمريكي بارز: حكومة نتنياهو ليست حليفًا.. وتحويل غزة إلى 'فيتنام جديدة' يهدد المنطقة

كاتب أمريكي بارز: حكومة نتنياهو ليست حليفًا.. وتحويل غزة إلى 'فيتنام جديدة' يهدد المنطقة

قال الكاتب والمحلل الأمريكي الشهير توماس فريدمان، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "ليست حليفًا للولايات المتحدة".

وأكد فريدمان، أن نتنياهو يقدّم مصالحه الشخصية على حساب مصالح إسرائيل والولايات المتحدة.

وفي مقال نشره، الجمعة، في صحيفة "نيويورك تايمز" تحت عنوان "هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفًا لنا"، توجّه فريدمان برسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيدًا بعدم إدراجه لقاء مع نتنياهو ضمن جدول اجتماعاته القادمة مع قادة السعودية والإمارات وقطر، معتبراً ذلك دليلاً على "بدء فهمه لحقيقة حيوية".

وأضاف فريدمان، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "تهدد المصالح الأمريكية الجوهرية في المنطقة"، وأن "نتنياهو ليس صديقًا للولايات المتحدة".

وأشار إلى أن نتنياهو "يعتبر ترامب ساذجًا"، وأن إدارة الرئيس الأمريكي "أثبتت له من خلال مفاوضاتها المستقلة مع حماس وإيران والحوثيين، أنها ليست للبيع".

ووصف فريدمان، الحكومة الإسرائيلية بأنها "يمينية متطرفة"، لا تسعى للتعايش مع جيرانها العرب، بل تضع أولوياتها في "ضم الضفة الغربية، وطرد الفلسطينيين من غزة، وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك".

وأشار الكاتب إلى أن رفض نتنياهو دعم خطة السلام التي كان من شأنها أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات مع السعودية، ينبع من رغبته في الحفاظ على موقعه السياسي، وتجنب المحاكمة والسجن على خلفية قضايا فساد.

ولفت إلى أن إسرائيل كان يمكن أن تحقّق مكاسب استراتيجية كبرى من اتفاق سلام ثلاثي يشمل الفلسطينيين والسعودية، إلا أن نتنياهو "ضحى بكل ذلك من أجل مصلحته الشخصية".

وأضاف فريدمان: "لقد خدع (نتنياهو) الجميع على مدار عامين".

وشدد على أن "نتنياهو يخطط لإعادة احتلال غزة، وليس لاستبدال حماس ببديل معتدل، بل لتكريس احتلال دائم يخنق الفلسطينيين ويدفعهم إلى الرحيل".

كما حذر فريدمان، من تحول غزة إلى "فيتنام جديدة على شواطئ المتوسط"، في ظل الخطط التي يجري إعدادها والتي تشمل استخدام القوة المفرطة والتسبب في دمار شامل للبنية التحتية، ما قد يؤدي إلى "اتهام مزيد من القادة الإسرائيليين بارتكاب جرائم حرب"، بحسب تحليلات نقلها عن الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل.

وأكد أن "هذا التوجه لا يهدد إسرائيل فحسب، بل يضر كذلك بحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، خاصة الأردن ومصر اللذان يخشيان أن يكون الهدف هو "دفع الفلسطينيين نحو أراضي هاتين الدولتين".

كما حذر فريدمان، من أن "تدمير أي أمل للفلسطينيين، سيقوّض الرغبة في توسيع التكامل الأمني العربي الإسرائيلي الأمريكي، وسيُضعف موقف واشنطن لصالح إيران والصين".

وخاطب الكاتب الأمريكي ترامب قائلاً: "سيدي الرئيس، لديك حدس جيد ومستقل بشأن قضايا الشرق الأوسط، تمسّك به. وإلا فعليك أن تتهيأ لحقيقة مُرة مفادها أن اليهود سيعيشون مستقبلًا في دولة يهودية منبوذة في العالم".

وفي ختام مقاله، نقل الكاتب عن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قولها إن أكثر من 52 ألف فلسطيني استشهدوا في غزة، بينهم 18 ألف طفل.

وأضاف: "يمكننا الاستمرار في تجاهل هذه الأرقام، أو التشكيك بمصداقيتها، أو تبريرها بكل أدوات النفي والتهرب والتطبيع، لكن شيئًا لن يغيّر الحقيقة المؤلمة وهي أن إسرائيل هي من قتلتهم. هذا حدث بأيدينا. علينا أن نفتح أعيننا، وأن نصرخ بأعلى صوت أن أوقفوا الحرب".

ويأتي مقال الكاتب الأمريكي، مشابها لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، تحدثت فيه أن ترامب "سئم" من نتنياهو، لرفض الأخير التصرف وفق توجيهات واشنطن في مسار الحرب ضد قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب وإدارته "سئما ببساطة" من رفض إسرائيل متمثلة في نتنياهو "التصرف وفقا لرؤية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

وأضافت أن الأمريكيين "يشعرون أن إسرائيل تضع العديد من الصعوبات في طريق فوز ترامب بجائزة نوبل للسلام".

وسبق وأعلن ترامب في عدة مناسبات أنه يرى نفسه مخولا للفوز بجائزة نوبل للسلام، سواء عن طريق مساعيه لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا أو الوساطة من أجل التوصل لاتفاق سلام واسع مع إسرائيل يشمل فلسطين ودول أخرى في المنطقة.

كما نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، الجمعة عن مصدر مطلع (لم تسمّه) قوله إن "إدارة ترامب تمارس ضغوطًا شديدة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حماس قبل زيارة الرئيس المرتقبة للمنطقة".

ومن المقرر أن يبدأ ترامب، زيارته إلى الخليج، الثلاثاء المقبل، التي تشمل السعودية وقطر والإمارات.

مشاركة المقال: