كشفت مصادر لرويترز عن محادثات غير معلنة بين واشنطن وموسكو لبحث إعادة ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا كجزء من تسوية محتملة للحرب في أوكرانيا. يأتي ذلك في ظل ضغوط اقتصادية على روسيا وخلافات أوروبية حول استئناف التعامل مع موسكو.
المحادثات، التي شارك فيها مسؤولون من كلا البلدين، تناولت إمكانية دعم واشنطن لاستئناف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا كجزء من اتفاق سلام أوسع في أوكرانيا. ووفقًا لثمانية مصادر مطلعة، تركزت المناقشات على كيفية إعادة دمج الغاز الروسي في السوق الأوروبية، مما قد يساهم في تسهيل التوصل إلى اتفاق مع الرئيس بوتين.
العقوبات الغربية وتخلي أوروبا عن الغاز الروسي تسببا في خسائر كبيرة لشركة "غازبروم"، حيث سجلت خسارة بلغت حوالي 7 مليارات دولار في عام 2023، وتراجعت حصتها في السوق الأوروبية من 40% إلى 19%.
تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية السماح للشركات الأمريكية بلعب دور الوسيط في شراء الغاز الروسي وإعادة تصديره إلى أوروبا، أو حتى امتلاك حصص في البنية التحتية الحيوية مثل خط أنابيب "نورد ستريم".
أكد الكرملين أن روسيا منفتحة على استئناف تصدير الغاز إلى أوروبا، شرط توفر الإرادة السياسية. وتشمل الدول الأوروبية التي ما تزال تشتري الغاز الروسي المجر وسلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا.
في المقابل، ترفض المفوضية الأوروبية أي عودة للغاز الروسي، وتسعى لفرض حظر على أي عقود غاز جديدة مع روسيا بحلول نهاية عام 2025، وإنهاء العقود القائمة بحلول 2027.
تواجه هذه الخطة اعتراضات من دول مثل المجر وسلوفاكيا. بالإضافة إلى ذلك، هناك عقبات فنية وقانونية كبيرة، مثل الأضرار التي لحقت بخطوط "نورد ستريم" والنزاعات القانونية العالقة.
تشمل السيناريوهات المطروحة استثمار شركات أمريكية كبرى في البنية التحتية للغاز الروسي أو في شركة غازبروم نفسها، مما قد يتيح لواشنطن دورًا رقابيًا على كمية الغاز التي تعود إلى أوروبا.
أجرى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف محادثات مع كيريل ديمترييف، مبعوث الاستثمارات لدى الكرملين، حول هذا الملف، لكن متحدثًا باسم ويتكوف رفض التعليق، ونفى "صندوق الاستثمار الروسي المباشر" وجود مثل هذه المباحثات حاليًا. (EURONEWS)
