الخميس, 8 مايو 2025 02:14 AM

تصعيد خطير بين الهند وباكستان: قصف متبادل يسفر عن قتلى مدنيين وجهود دولية للتهدئة

تصعيد خطير بين الهند وباكستان: قصف متبادل يسفر عن قتلى مدنيين وجهود دولية للتهدئة

أعلن البيت الأبيض أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تحدّث الثلاثاء مع نظيريه الهندي والباكستاني ودعاهما لإجراء حوار بهدف “تهدئة الوضع” العسكري الذي استعر بين بلديهما في أعقاب تبادلهما القصف.

وقال براين هيوز، المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إنّ وزير الخارجية الذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي “يحضّ الهند وباكستان على إعادة فتح قناة للنقاش بين قادتهما من أجل نزع فتيل الأزمة الوضع وتجنّب مزيد من التصعيد”.

من جهتها، قالت الصين الأربعاء أنها “تأسف” للضربات الهندية على باكستان معربة عن “قلقها” من تصاعد التوتر المتجدد بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: “ندعو الهند وباكستان إلى إعطاء الاولوية للسلام والاستقرار والمحافظة على الهدوء وضبط النفس وتجنب اتخاذ تدابير تزيد من تعقيدات الوضع”.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الصدام العسكري بين الهند وباكستان، مضيفة أنها تدعو البلدين إلى ضبط النفس.

وقالت روسيا، التي تربطها علاقات طيبة بكل من الهند وباكستان، في بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية إنها تندد بكافة أشكال الإرهاب.

وقتل “26 مدنيا على الأقل” وأصيب 46 بجروح في ضربات للجيش الهندي على “ستة أماكن” في باكستان وفي تبادل لاطلاق النار بين الجيشين في منطقة كشمير على ما أعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني الأربعاء.

وقال الناطق اللفتنانت جنرال أحمد شودري إن الضربة الأعنف حصدت 13 مدنيا “بينهم طفلتان في الثالثة” في مسجد باهاوالبور في منطقة بنجاب الباكستانية المرتبطة بحسب الاستخبارات الهندية بجماعات مسلحة في كشمير المتنازع عليها بين البلدين.

كما قتل ثمانية أشخاص على الأقلّ في بلدة بونش في شمال غرب الهند، في قصف مدفعي بين الهند وباكستان عند الحدود في منطقة كشمير المتنازع عليها على ما أفاد مسؤول محلي.

وأصيب 29 شخصا خلال هذا القصف على ما أوضح المسؤول أزهر مجيد لوكالة فرانس برس.

وكان الجيش الهندي قد أعلن أنّ ثلاثة مدنيّين هنود قتلوا الأربعاء في قصف مدفعي شّنه الجيش الباكستاني عبر الحدود بين البلدين ردّاً على قصف صاروخي هندي استهدف الأراضي الباكستانية.

وقال الجيش في بيان إنّ “ثلاثة مدنيّين أبرياء فقدوا أرواحهم بقصف عشوائي” باكستاني، مشيراً إلى أنّ وحداته ردّت على هذه النيران “بشكل متناسب”.

لاحقا، أعلن الجيش الباكستاني أن الضربات الهندية ألحقت أضرارا بسد باكستاني لتوليد الكهرباء في كشمير، وذلك بعد ضربات على أراضيه أسفرت عن مقتل 26 مدنيا على الأقل.

وقال الناطق باسم الجيش اللفتنانت جنرال أحمد شودري إن الهند استهدفت “سد نيلوم جيلوم للطاقة الكهرومائية” القريب من الحدود التي تقسم كشمير المتنازع عليها إلى شطرين.

في المقابل، قال الجيش الهندي إن الضربات العسكرية الهندية على باكستان اليوم استهدفت “معسكرات إرهابية” تستخدم كمراكز تجنيد ومنصات إطلاق ومراكز تدريب تحتوي على أسلحة ومنشآت تدريب.

وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري: “المخابرات وأنماط مراقبة الإرهاب المتمركز في باكستان كشفت أن ثمة هجمات أخرى وشيكة على الهند، لذلك كان من الضروري تنفيذ ضربات استباقية ووقائية”.

وأبلغ مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالضربات التي شنّتها بلاده ضدّ جارتها باكستان، بعد حصولها، وفق ما أعلنت السفارة الهندية في واشنطن الثلاثاء.

وقالت السفارة في بيان إنّ “أفعال الهند كانت مركّزة ودقيقة”، مضيفة أن روبيو الذي يشغل حالياً منصب القائم بأعمال مستشار الأمن القومي الأميركي، تمّ إطلاعه على “الإجراءات المتّخذة”.

وأعلنت الهند أنّها شنّت فجر الأربعاء قصفاً صاروخياً ضدّ مناطق في باكستان التي سارعت إلى توعّد جارتها بالردّ “في المكان والزمان المناسبين”، في تصعيد عسكري كبير بين الدولتين النوويتين.

وقالت الحكومة الهندية في بيان إنّ قواتها شنّت “ضربات دقيقة” على تسعة مواقع في باكستان تضمّ “بنى تحتية إرهابية”، وذلك بعد أيام من اتّهامها إسلام أباد بتنفيذ هجوم دام في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه.

وأوضح البيان أنّ “القوات الهندية أطلقت عملية +سندور+ التي ضربت خلالها بنى تحتية في باكستان حيث تمّ تخطيط وإدارة الاعتداءات الإرهابية” ضدّ الهند.

من جهته، أعلن متحدّث باسم الجيش الباكستاني أنّ الضربات الهندية طالت “ثلاث مناطق”، اثنتان منها تقعان في الشطر الباكستاني من كشمير والثالثة تقع في إقليم البنجاب المتاخم للهند.

وأعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف لوكالة “فرانس برس” أنّ القصف الهندي تسبّبت بمقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل.

وأفاد مراسلو وكالة “فرانس برس” في الشطر الباكستاني من كشمير وفي إقليم البنجاب، بسماع دوي انفجارات قوية.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللفتنانت جنرال أحمد شودري “سنردّ في الزمان والمكان” المناسبين.

وبعد وقت قصير، أعلن الجيش الهندي عبر منصة “إكس “، أنّ باكستان قصفت بالمدفعية “قطاعي بيمبر غالي وبونش راجوري” في الشطر الهندي من كشمير، لكنّ الحكومة الباكستانية لم تؤكد ذلك.

وأعلنت إسلام أباد أنّ لجنة الأمن القومي الباكستانية، الهيئة المؤلفة من كبار المسؤولين المدنيّين والعسكريين والتي لا تلتئم إلا في الظروف الاستثنائية، ستجتمع الأربعاء في الساعة 05,00 ت غ، بناء على دعوة من رئيس الوزراء شهباز شريف.

وأصبحت باكستان والهند على شفير الحرب منذ 22 نيسان/أبريل بعد اعتداء تسبّب بمقتل 26 شخصاً في مدينة باهالغام في الجزء الهندي من إقليم كشمير.

ونفت باكستان أيّ تورط لها في العملية.

وتبادلت الدولتان إطلاق النار ليلياً منذ 24 نيسان/أبريل عبر خط المراقبة الذي يقوم مقام الحدود بينهما في إقليم كشمير، وفق الجيش الهندي.

وقال بيان الحكومة الهندية إن الردّ الأربعاء كان “محدّد الأهداف ومدروساً ويهدف الى تجنّب أي تصعيد”، مشيراً إلى أنه “لم يتمّ استهداف أي منشأة عسكرية في باكستان”.

وأضاف أنّ الردّ اتّسم بـ”كثير من ضبط النفس”.

وتابعت الحكومة “تعهدنا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، وهذا ما فعلناه”.

وكانت الحكومة الهندية اتهمت جماعة “عسكر طيبة” الباكستانية المصنّفة إرهابية من الأمم المتحدة، بتنفيذ الهجوم.

وحضّ المجتمع الدولي الدولتين على خفض التصعيد والابتعاد عن الحرب.

وتتنازع الهند وباكستان السيطرة على الإقليم منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني عام 1947، عندما فرقت الحدود بين عائلات تجاورت على امتداد عدة أجيال.

ويخوض متمردون في المنطقة الخاضعة لإدارة الهند حركة تمرد منذ 1989 سعياً للاستقلال أو الاتحاد مع باكستان.

وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء عن أمله في أن “يتوقف سريعاً جداً” القتال بين الهند وباكستان.

وقال ترامب لصحافيين في المكتب البيضوي “إنه لأمر مؤسف. كما تعلمون، لقد كانوا يتقاتلون لعقود وقرون عديدة”. وأشار إلى أنه علم باستئناف القتال، مضيفاً “آمل فحسب أن يتوقف هذا الأمر سريعا جداً”.

واعتبرت الأمم المتحدة أن “العالم لا يمكنه تحمّل” اندلاع مواجهة عسكرية بين الهند وباكستان.

وكان الجيش الباكستاني أعلن الإثنين إجراء تجربة صاروخية هي الثانية منذ تصاعد التوترات مع الهند.

وأكد الجيش أنّ التجربة “هدفها ضمان الجاهزية العملياتية للقوات والتحقّق من صحة المعايير الفنية الرئيسية، بما في ذلك نظام الملاحة المتقدّم للصاروخ والدقة المحسّنة”.

وبلغ مدى أحد الصاروخين أرض-أرض اللذين تم اختبارهما 240 كيلومتراً، وهي تقريباً المسافة بين الحدود الباكستانية ونيودلهي.

وكان يفترض أن تقوم الهند بمناورات الأربعاء لتحضير شعبها “للدفاع عن نفسه في حال حصول عدوان”.

ويزور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نيودلهي الأربعاء، بعد يومين من إجرائه محادثات في باكستان.

وكانت طهران عرضت التوسط في النزاع بين البلدين.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات على إعلان الهند أنها “ستقطع مياه” الأنهر التي تنبع من أراضيها وتروي باكستان، أيضاً رداً على الهجوم الذي وقع في الشطر الهندي من كشمير.

وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في خطاب “كانت مياه الهند تتدفّق إلى الخارج، هذا الأمر سيتوقف الآن خدمة لمصالح الهند وهي ستستعمل لخدمة البلاد”.

وعلّقت الهند مشاركتها في معاهدة لتقاسم المياه أبرمت سنة 1960 مع باكستان، ردّاً على هجوم 22 نيسان/أبريل في مدينة باهالغام السياحية.

وقبل ساعات من إعلان مودي، اتّهمت باكستان الهند بتعديل تدفق نهر شيناب، أحد الأنهر الثلاثة التي باتت تحت سيطرة إسلام آباد بموجب اتفاقية 1960.

وقال وزير الري في ولاية البنجاب المتاخمة للهند كاظم بيرزادا لوكالة “فرانس برس” “سجلنا تغيرات غير مألوفة في نهر شيناب (…) وانخفض منسوب النهر الذي كان طبيعياً، بشكل كبير بين ليلة وضحاها”.

وغداة تعليق الهند مشاركتها في المعاهدة، حذرت إسلام آباد من أن المساس بأنهرها سيعتبر “عملاً حربياً”.

ويقطن إقليم البنجاب نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم 240 مليوناً، وهو القلب النابض للقطاع الزراعي في البلاد.

وينبع نهر شيناب من الهند لكن تم منح باكستان السيطرة عليه بموجب معاهدة مياه السند الموقعة في العام 1960 بين القوتين النوويتين.

وتمنح معاهدة السند نيودلهي الحق في استخدام الأنهر المشتركة لبناء سدودها أو ري محاصيلها، ولكنها تحظر عليها تحويل مجاري المياه أو تغيير تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر.

مشاركة المقال: