السبت, 10 مايو 2025 08:03 PM

تركيا وإسرائيل تسعيان لتهدئة التوتر في سوريا: آلية جديدة قيد الإنشاء

تركيا وإسرائيل تسعيان لتهدئة التوتر في سوريا: آلية جديدة قيد الإنشاء

أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن إنشاء آلية لخفض التوتر بين تركيا وإسرائيل في سوريا، وذلك في إطار الرد على سؤال حول المحادثات المتعلقة بآلية منع الاشتباك مع إسرائيل. وقد جرت جولة مفاوضات بين أنقرة وتل أبيب في باكو، أذربيجان، في 8 أيار، ركزت على التوتر المتصاعد بسبب الدور التركي المتزايد في سوريا.

وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "24 TV" التركية، أوضح فيدان أن هذه الآلية تمثل "أحد الأساليب الدبلوماسية المتبعة في مثل هذه الحالات". ومع ذلك، لم يكشف عن تفاصيل عمل الآلية.

وشدد الوزير التركي على أهمية الحوار، قائلاً: "يجب أولًا قطع أطول مسافة ممكنة عبر الحوار، دون التسرع في الانتقال إلى جهود أخرى قبل أوانها". كما أشار إلى "توسع إقليمي" ملحوظ لإسرائيل، مؤكدًا أن "عودة سوريا إلى حالة غياب الاستقرار ستمثل مشكلة كبيرة"، وأن تركيا "لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ذلك".

وفي سياق متصل، كشف فيدان عن مشاورات معينة مع الإدارة السورية الجديدة، مؤكدًا على أهمية وحدة الأراضي السورية. وأوضح أن الخطوات التي ستتخذها الحكومة السورية الجديدة لتعزيز مصالحها مع الدول الأخرى "ذات أهمية"، وأن الجانب السوري يدرك تمامًا أهمية تركيا بالنسبة له.

وأضاف: "نحن نرى أن إجراء الحكومة السورية الجديدة محادثات مع دول ثالثة أمرًا طبيعيًا في إطار جهودها لشرح سوريا الجديدة للمجتمع الدولي، ونحن نشجع على ذلك بصراحة، فهذا أمر مهم".

وفي 8 أيار الحالي، عقدت جولة مفاوضات ثالثة بين تركيا وإسرائيل في باكو، بمشاركة كبار المسؤولين، تركزت حول التوتر المتزايد بشأن الدور التركي في سوريا وتخطيط أنقرة لإنشاء سبع قواعد عسكرية في مناطق واسعة من سوريا، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (مكان).

ووفقًا لـ"مكان"، طرحت إسرائيل مطلبين رئيسيين في المفاوضات: الأول هو "عدم وجود قوة عسكرية تهدد إسرائيل قرب الحدود مع سوريا"، والثاني هو "عدم وجود أسلحة استراتيجية في سوريا قد تهدد الأمن الإسرائيلي".

وذكرت مصادر أن الإمارات أنشأت قناة للمحادثات بين إسرائيل وسوريا، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة السورية إلى الحصول على مساعدة إقليمية لإدارة علاقتها مع إسرائيل.

فشل سابق

في 11 نيسان، فشلت إسرائيل وتركيا في التوصل إلى اتفاق بشأن التدابير لمنع التوترات بينهما في سوريا خلال جولة مفاوضات عقدت في أذربيجان، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية.

وتنظر أنقرة للتحركات الإسرائيلية في سوريا على أنها تقوّض الاستقرار في البلاد بعد رحيل الأسد، وهو ما قاله بيان وزارة الخارجية التركية عقب غارات واسعة النطاق نفذتها إسرائيل في وسط وجنوبي سوريا.

وتعتقد إسرائيل من جانبها أن تركيا تعمل على ترسيخ وجود عسكري لها في سوريا، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية في تقارير متفرقة، وطُرح على طاولة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.

وأرسلت إسرائيل لتركيا عبر استهداف مواقع كانت من المفترض وجود عسكري تركي فيها، آخرها كان استهداف إسرائيل لمطار الـ"تيفور" العسكري بحماة، في 3 نيسان الماضي، في رسالة مفادها "لا تجرؤ على إقامة وجود عسكري على الأراضي السورية".

مشاركة المقال: