"إنها السنة الدراسية الأسوأ، لا أحد يفكر بنا"، هكذا عبر عصام الحلبي، طالب الهندسة المعمارية بجامعة دمشق والقادم من محافظة السويداء، عن قلقه. أجبرت التوترات الأمنية في ريف دمشق عصام على ترك السكن الجامعي والعودة إلى السويداء، مهددًا بفقدان فصل دراسي كامل. يناشد عصام وزارة التعليم بالتعاون مع الطلاب المتضررين من النزوح.
وفي السويداء أيضًا، اضطر محمود الساعدي، طالب الهندسة الكهربائية بجامعة دمشق- فرع السويداء، إلى مغادرة المحافظة متجهًا إلى دمشق. يواجه محمود "مستقبلًا مجهولًا" بعد خروجه من السكن الجامعي، متخوفًا من تبعات غيابه غير المبرر بسبب الوضع الأمني.
طلاب الجامعات الخاصة “أكثر ضررًا”
غدي مكارم، من سكان أشرفية صحنايا، يدرس في "الجامعة العربية الدولية" على طريق دمشق-درعا، وتغيب عن الجامعة منذ 29 نيسان. يتساءل غدي بقلق: "إذا رسبنا من سيعوضنا؟" يدفع غدي 350 ألف ليرة سورية للساعة الواحدة، أي ما يعادل 85 دولارًا أمريكيًا.
حال غدي يعكس معاناة طلاب الجامعات الخاصة في ريف دمشق، حيث اضطر العديد منهم للتغيب عن الدراسة بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة على طريق درعا.
تعليق الدوام
أعلنت إدارة فرع جامعة دمشق بالسويداء تعليق الدوام يومي 4 و 5 أيار بسبب الظروف الراهنة، وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا). كما قامت عدد من الجامعات الخاصة بتأجيل الدوام والامتحانات في 29 نيسان، لتعذر وصول الطلاب بسبب التوترات الأمنية على الطريق الجنوبي المؤدي إلى درعا.
أفادت الطالبة حلا سريوي من جرمانا أن "الجامعة العربية الدولية" لم تصدر قرارًا بتعليق الدوام، لكنها أعادت الطلاب الذين وصلوا إليها. تشهد محافظات سورية متفرقة توترات أمنية منذ بداية الأزمة، ما أدى إلى إغلاق جامعات الساحل السوري في 6 آذار الماضي. وأعلنت وزارة التربية والتعليم تعليق الدوام في مدارس محافظتي اللاذقية وطرطوس رسميًا، وشمل ذلك جامعة اللاذقية وأقسامها في طرطوس والجامعات الخاصة، واستمر التعليق حتى 6 نيسان، مع صعوبة وصول الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم في بعض مناطق ريفي اللاذقية وطرطوس بسبب الوضع الأمني.