الجمعة, 9 مايو 2025 07:56 PM

الأمن السيبراني: العدو الخفي الذي يهدد النسيج الاجتماعي في سوريا

الأمن السيبراني: العدو الخفي الذي يهدد النسيج الاجتماعي في سوريا

طلال ماضي

على مدى العقود الماضية، افتخرنا في سوريا بحماية حدودنا البحرية والبرية والجوية من الأعداء التقليديين. لكننا لم ندرك أن عدوًا رابعًا يتربص بنا، يحشد قواته خلف الحدود، ويستخدم أحدث التقنيات. ومما يؤسف له، أن بعض مبرمجي هذه التقنيات هم سوريون.

اليوم، يظهر العدو الرابع، أو ما يُعرف بالأمن السيبراني، متسلحًا بالذكاء الاصطناعي، ليخترق خصوصياتنا، ويثير الفتن، ويفترس السوريين من جميع الفئات.

إن احتلال العقول اليوم من خلال هذا العدو غير الملموس هو أخطر تهديد يواجه سوريا. هذا الخطر لا تحكمه قوانين دولية ولا ضوابط أخلاقية. في كل ثانية، تحدث ملايين التعديات بين السوريين، وكلها تساهم في تفتيت المجتمع، مما يؤدي إلى فقدان أهم ميزة لدينا: التآلف.

صحيح أن الشعب السوري لا يزال صامدًا، لكن في المقابل، هناك قنابل حقد وصواريخ كراهية وقنبلة طائفية متنقلة، تشكل أسلحة فتاكة في العالم الافتراضي السوري. العدو الرابع يعتدي على النسيج السوري دون رادع، والمحرقة الطائفية تشتعل بتعليق هنا أو صورة هناك.

سوريا تتراجع إلكترونيًا وتتقدم بالكراهية. وفقًا لمؤشرات الأمم المتحدة، تتراجع سوريا في المؤشر العالمي للحكومة الإلكترونية، مما يضعف قدرتنا على الدفاع ضد الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. العدو يطور قدراته، بينما نعاني نحن من هجمات إلكترونية بسيطة دون وعي حقيقي بالخطر.

للأسف، الوعي بهذا الخطر، والتحذير منه، وتشكيل رأي عام، والتفكير الإبداعي لحماية البيانات والمؤسسات، كلها إجراءات غائبة عن ذهن الدولة. الشعب منشغل بالتفاصيل، وينجرّ خلف صور أو تسجيلات صوتية تشعل الكراهية الافتراضية، والتي تتحول لاحقًا إلى تفتيت على أرض الواقع.

العدو الرابع يحتل غرف نومكم، يخترق خصوصيتكم، ولا يمتثل لأي قانون أو عقد اجتماعي. لا يردعه إلا الوعي والذكاء البشري. فهل يدرك السوريون مدى خطورة هذا العدو؟

(اخبار سوريا الوطن 1- A2Zsyria)

مشاركة المقال: