الإثنين, 12 مايو 2025 06:40 PM

منشور ترامب المخيب: هل حقاً سوريا محور الكون؟

منشور ترامب المخيب: هل حقاً سوريا محور الكون؟

نجح ملك التشويق والإثارة الأمريكي “دونالد ترامب” أمس في لفت أنظار العالم بمنشورٍ قال فيه أنه سيعلن بعد قليل قراره الأهم والأكثر تأثيراً، ما دفع سوريين للترقّب على أحرّ من الجمر.

ولأن “سوريا” قلب العروبة النابض وبوابة الشرق إلى أوروبا وأوروبا إلى الشرق وعقدة مواصلات على طريق الحرير القديم والجديد والأجدد، وتتميز بمناخها المعتدل وموقعها الاستراتيجي، فقد كان السوريون متأكدين من أن منشور “ترامب” المرتقب سيكون عنهم وعن ملف بلادهم. فما الذي من الممكن أهم مننا نحن السوريون؟ وأي صراعٍ في العالم أهم مما يحدث في “سوريا”؟ وما الذي قد يشغل بال رئيس “الولايات المتحدة الأمريكية” أكثر من “سوريا”؟ أ ليس الملف السوري كما يقول المحللون السياسيون عبر التلفزيونات منذ 14 عاماً مرتبط بالحرب الروسية-الأوكرانية، والصراع الهندي-الباكستاني، وحرب الكوريتين، والصراع الصيني التايواني، وسقوط نمور التاميل، والأزمة المالية في الأرجنتين؟.

بناءً على ذلك، أمضى سوريون كثر سهرتهم بانتظار منشور “ترامب” وهم متيقنون بأنهم معنيون به أكثر من الأمريكيين أنفسهم، فإذا كانت الأرض تدور حول الشمس فالعالم يدور حول سوريا.

لكن الرئيس الجمهوري صاحب التصرفات الغريبة والتصريحات الأغرب، خيّب آمال السوريين دون أن يدري (لو كان يدري ما عملها)، وأعلن عن تخفيض أسعار الأدوية في “الولايات المتحدة”.

يا رجل، هذا أهم قراراتك؟ ألا تعرف أن وزارة الصحة السورية تغيّر أسعار الأدوية بمعدل قد يصل إلى مرة كل 3 أشهر دون أن تثير هذه الضجة؟ بالفعل إنك مريض بالشهرة ولفت الأنظار ولا تستحق أن يسهر السوريون بانتظار منشوراتك (ومن هون ورايح رح نعملك إلغاء متابعة).

ولكن، كي لا تذهب سهرة السوريين سدىً، سارعت وكالة “رويترز” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ونشرت خبراً عن مساعٍ سورية رسمية للقاء بين الرئيس “أحمد الشرع” ونظيره الأمريكي الذي سيزور الشرق الأوسط.

وتحدّثت مصادر مطلعة عن خطة سورية تقوم على بناء برج “ترامب” في “دمشق”، وتهدئة التوتر مع كيان الاحتلال، ومنح “واشنطن” حق الوصول إلى النفط والغاز السوري، ضمن استراتيجية يتبنّاها “الشرع” للقاء “ترامب” وفقاً لمصادر “”.

وإذا صحّت التسريبات، فإن “ترامب” أمام فرصة تاريخية لإدخال برجه إلى العاصمة السورية للمرة الأولى، وليختار موقعه حيثما يشاء حتى إن طمع فينا وطلب “مجمع الأثري التاريخي” ليكون برجاً له، المهم أن “سوريا” لن تذهب عن باله ولن ينام الليل وهو يحلم باسمه يلمع وسط “دمشق” (فرصة لا تفوّت يا دونالد أوعك تضيعها).

مشاركة المقال: